مقالات مجد الوطن

المراكز الصحية الحكومية تتفوق

 

بقلم / د. هيثم محمود شاولي

لابد ان نعترف بأن المريض كان في السابق يتردد في التوجه إلى المراكز الصحية الحكومية بسبب الانطباع السائد الذي كرسه في ذهنه لفترات طويله من الزمن
بأن خدمات القطاع الصحي الحكومي لا ترتقي بالمستوى المطلوب ، من حيث المعامله وكفاءة الكوادرالطبية والمعاناة من نقص الأدويه والتحاليل والأشعه ومن مبانيها المتهالكة ، وبالتالى يقرر المريض بالتوجه إلى المستوصفات الخاصة سعيًا في الحصول على خدمات تلبي احتياجاته برسوم ماليه تكون فى النهايه عبء كبير عليه.
أما الآن فقد أختلف الوضع والواقع ، إذ أصبحت القطاعات الصحية الحكومية تتفوق بشهادة الجميع ،فقد شهدت تطورًا كبيرًا في خدماتها تضاهي ما يقدمه القطاع الصحي الخاص ، فجميع المراكز الصحية أصبحت نموذجية وخدمات الكترونيه حديثه ذات جودة عالية ، فالمريض منذ دخوله وإلى خروجه يلمس الخدمات التشخيصية والعلاجية المتطورة التي يقدمها له الفريق الطبي والتمريضي وباستخدام أحدث التقنيات العالية .
كما نجد أن مراحل تلقي المريض للكشف والعلاج والتحاليل والاشعه أصبحت تمر بسهوله وآلية تحكمها التقنيات الالكترونيه والأجهزة الطبية المتطورة ، وكل هذه الأمور اختصرت الكثير من وقت المريض وعززت جهود الفريق الطبي ويديرها بكفاءة ونجاح أبناء الوطن.
كما يلمس المريض في المراكز الصحية الحكومية مدى التطور الإلكتروني في سرعه التحويل الى المستشفيات وصرف الادويه عبر رسائل تصل الى جوالات المرضى بصورة من الأدويه ليصرفها من أي فروع من الصيدليات القريبه من منزله ، وأصبحت جميع المعاملات تدار تقنياً فلا يتحمل المريض عناء نقل أوراقه بين أروقة وأقسام المركز ، إذ يتحرك ملفه وكل أوراقه إلكترونيًا بين الأقسام من الاستقبال وإلى الطبيب ومنه إلى الصيدلية ، بالإضافة لو اضطر المريض الذهاب إلى أى مركز صحى آخر فأنه سيجد كل بياناته وتقرير عن حالته المرضيه وأدويته وخصوصًا ادوية السكر والضغط والقلب وغيرها موجودة فى أى مركز .
أما ما يتعلق بجائحه كورونا ، فقد بذلت الصحة جهوداً كبيرة في تطويق ومحاصرة الفيروس وسخرت كل خدماتها في القطاعات الصحية لمواجهة هذه الجائحة ، كما خصصت العديد من التطبيقات الإلكترونية ومنها ” تطمن ، موعد، صحة، تباعد، توكلنا” وجميعها سُخرت لخدمة أفراد المجتمع ، بالاضافه الى رقم الطوارىء ٩٣٧ الذى يعمل على مدار الساعه لآي خدمات يطلبها المريض من معلومات طبيه أو توعيه صحية أو حجز موعد أو معرفه المراكز الصحيه المناوبه أو المراكز المخصصه فى عمل المسحات لكورونا
او حتى لتسجيل شكوى .
وأخيراً.. لاشك أن تطور القطاع الصحي الحكومي في المملكة، أنطلق من رؤية ٢٠٣٠ ورسالة صحية سديدة واضحة المعالم تمثلت في توفير الرعاية الصحية الشاملة والمتكاملة الوقائية والعلاجية والتأهيلية والتعزيزية، بما يتماشى مع مبادئ الشريعة الإسلامية وأخلاقيات المهن الصحية، وبما يحقق رضا المستفيدين من المراجعين والمرضى وأسرهم ومجتمعهم من الخدمات الصحية، وذلك من خلال رفع مستوى الوعي الصحي وتحقيق العدالة في توزيع الخدمات الصحية كماً ونوعا على مختلف مناطق المملكة، إلى جانب اهتمام وزارة الصحة، بأوضاع منسوبيها والعناية بتدريبهم وتأهيلهم وتحفيزهم ورفع كفاءتهم بصفة مستمرة بما ينعكس إيجابا على مستوى ما يقدمونه من خدمات.
وكل هذا التطور تحقق بفضل الله ومتابعة واهتمام وتوفير كل الإمكانيات من خادم الحرمين الشريفين وولى عهده الآمين ،
وبصفتي طبيبًا في المجال الصحى الحكومى منذ أكثر من ٢٥ عاماً أوكد بأنني لمست مدى التطور الكبير الذي شهده القطاع الصحي الحكومي وخصوصًا المراكز الصحية فى كل الخدمات المقدمة لأفراد المجتمع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى