أدبيات الصحيفة

*الإرهاق الوظيفي*

بقلم / هنيدة بنت نزيه قدوري

هناك العديد من الموظفين يعانون من الضغط النفسي في أماكن العمل والشعور بعدم الرضا والاستياء وذلك بسبب الملل الوظيفي الذي يعد نقيض الاحتراق الوظيفي فهناك علاقة وثيقة بينهما في اشتراكهم في ظهور أعراض واضحة نابعة من أوضاعهم غير المرضية في مكان العمل حيث يعاني الموظف المصاب بالاحتراق الوظيفي من التوتر والضغط النفسي الناتجة من أعباء العمل بسبب الاهتمام الزائد بالعمل والولاء للمؤسسة التي ينتمي لها، بينما آخر يشعر بالملل الوظيفي بسبب قلة حجم العمل المطلوب منه أداؤه بما لا يتناسب مع قدراته الفعلية ومستوى إنتاجيته وشغفه بالإضافة إلى قضاء فترة زمنية طويلة في العمل دون القيام بشيء تقريبًا أو القيام بأداء عمل بسيط أكثر من اللازم يتسم بالرتابة والروتينية ولا تناط به مسؤولية الابتكار أو التصميم أو الإبداع وبالتالي عدم الاستفادة من قدرات وإمكانات الموظف المتميز والمبادر، فيشعر الموظف المصاب بالملل الوظيفي بأنه (متوعك) ويتم التعبير عن ذلك بطرق مختلفة منها الشعور بالإرهاق والتعب والوهن والكسل وفقدان الطاقة وفتور الهمة، سرعة الغضب والانفعال والضيق والكآبة وانعدام الحماس والحيوية، القلق والاضطراب وعدم الإحساس بالإنجاز، الانطواء على الذات والانعزال عن العالم الخارجي وعدم الالتزام وهذا يتنافى مع طبيعته وذلك لعدم معرفته بما ينبغي فعله وانعدام الاهتمام بما يفعله أو العمل في الوظيفة الخطأ أو المكان الخطأ فيصبح الشخص مرهقًا مع الوقت لبطء الوقت وبالتالي يتم فقدان الدافعية بصورة حادة فيحمل الموظف مشاعر الاستياء وعدم الرضا إلى منزله في نهاية اليوم لعدم وجود تحدّ وتقدير وتحفيز من البيئة الوظيفية التي ينتمي إليها ويصبح لديه العمل بلا معنى.
وللتخلص من الملل الوظيفي يجب على المؤسسة قياس رضا الموظفين لمعرفة مدى ملائمة المهام الموكلة لهم مع قدراتهم وإمكاناتهم، وملائمة بيئة العمل لهم؛ لإجراء التحسينات اللازمة واستثمار الكفاءات والخبرات وتقديرهم ،أما الموظف فعليه الاستعداد للخروج من دائرة الملل الوظيفي وتحمل المسؤولية الفردية بالبحث عن استراتيجيات وأساليب تجعل العمل مثيرًا للاهتمام وتأديته أثناء ساعات العمل بطريقة مرضية ومشبعة واكتشاف معنى العمل من خلال التواصل بفعالية وتحسين الاتجاه الذهني الإيجابي نحو العمل، وإذا لم يستطيع الموظف الاستمرار في مكان عمله وتحمل المزيد من العمل الفاقد للمعنى فعليه البحث عن وظيفة أخرى وتغيير مكان العمل والبدء من جديد؛ لإحداث التغيير المطلوب واختيار أنموذج مختلف للعمل والحياة.
( إن كنت ستتوقف عن شيء فتوقف عن الكسل وتوقف عن اختلاق الأعذار وتوقف عن انتظار الوقت المناسب ) مالكوم إكس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى