مقالات مجد الوطن

 نجدة

 

محمد الرياني

سروا يهرولون وراء الكلب المعتدي على قفص جارتهم ، الدجاجة تصيحُ في فمه وهم يلهثون من الجري ، تركت العجوز بيتها وخرجت تستطلع الخبر عمن يفرحها بعودة دجاجتها، انطلق بهم بعيدًا وأصوات الجراء تنبح عن بعد تترقب الحدث لتشارك الكلب المطرود في الفريسة ، اقتربوا منه فدخل جحره بعد أن ألقى بها ولاتزال بها بعض حياة، انقطع صوتها عن الاستغاثة ولم ينقطع نفَسها، فرحوا ببقاء ريشها على جلدها وحملوها نحو صاحبتها، وجدوها في منتصف الطريق تتعثر خطاها وهي تحمل عصاها وتهز بها تريد الانتقام من الذي سرقها في ليل أسود، أشفقت على الفرخة التي كانت تذرع الفناء ولاتتوقف عن الإزعاج، حذروها من عودة الكلب وأن تضعها في مأمن حتى تتشافى بعيدًا ، باتت على سريرها الخشبي وعصاها بجانبها، بينما أذنها تتجه نحو النباح القادم من الخارج، جاءوا إليها مع قيام الديكة من النوم ليخبروها أنهم لم يسمعوا الصياح  ليوقظهم ، ذهبت لتضع الدجاجة في القفص وهم معها ، صاحت من خلوّ المكان وألقت بها على الأرض،  لم يجدوا سوى بعض الريش وآثار أقدام ، اتجهوا إلى الكلب يبحثون عن الدجاج فوجدوه يغط في النوم عند حفرته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى