مقالات مجد الوطن

الحسن الشريف… قصة الجسر

 

محمد الرياني

حولَ الجسر الذي نعبره إلى قسم الأشعة بمدينة سلطان الإنسانية حديقة وبحيرة وأسراب من الحمام ومجموعات من البط تلهو عند البحيرة، يالروعة المكان!! ونحن نعبر الجسر الممتد لعشرات الأمتار قلت للحسن الشريف إنها قمة الإنسانية أن تدفع عربةَ مريض لعمل فحص الأشعة، كان يسرع الخطا وأنا أجاوره وأحاوره وهو يكاد يسبقني، من أين أتيتَ بكل هذا الحماس والتوقد ياالحسن؟ وصلنا للقسم المختص، لم نُمض وقتًا طويلًا للفحص، الطاقم الفني لم يدع لنا مجالًا للمناقشة وطلب الإسراع بالفحص، شاب سعودي آخر في قسم الأشعة يتصرف بأناقة وهو يستبدل بطارية الجهاز بأخرى في غمضة عين، وفي لحظات قال لي : انتهت المهمة وأشار إليَّ بأن أذهب إلى غرفةٍ أخرى لفحصِ أشعةٍ آخر، في الغرفة الأخرى قالت لي أخصائية الأشعة مروة : انتظر وأشارت إلى مقعد مجاور وستكون الأمور على مايرام، ظللتُ أستمتعُ بأناقة المكان وترتيبه وبخفة عملها وهي تجري عملية الفحص حتى قالت: أرجو لكم السلامة، كان الشريفُ في الانتظار، عدنا وهو يبتسم في صباحٍ جميل يشبهُ روعةَ المكان المدهش بمائه وخضرته وأناسه، وصلنا الغرفةَ وبدأنا فصلًا من التمارين لشابٍ جاء وهو يتطلعُ  للحياة بطريقةٍ مختلفةٍ جديدة أشعلتها إرادات وقدرات عجيبة تطلق الكلمات كنسائمَ رقيقة في مدينة الإنسانية، أما الحسن الشريف فكلما تذكرته في الممر فإن مشهدَ مروره وعبوره للجسر يجدر بأن ننقش فعله في ذاكرة الزمان والمكان لتخليده.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى