الأخبار الرئيسية

مشاريع “بر جدة” الموسمية والمفاهيم التكافلية

 

بقلم: خلف بن هوصان العتيبي*

تُعتبر جمعيةُ البر بجدة من الجمعيات الرائدة في العمل الخيري، فمنذ إنشائها عام 1402 هـ أخذت على عاتقِها تقديمَ حِزمة من الخدمات الاجتماعية التي تستهدف المحتاجين والأيتام والمرضى خاصة مرضى الفشل الكلوي.
وبعد أن حددت الجمعية أهدافها الاستراتيجية المستمدة من رؤية المملكة التنموية 2030، في تحقيق الاستدامة من خلال حرصها على التمكين وعَقد الشراكات، وغرسِ مفهوم المسؤولية الاجتماعية، واستنهاض هِممِ المتطوعين، انبرت لتقديم عدد من البرامج والأنشطة التي تتركُ أثراً مستداماً في المجتمع.
من هنا تصدَّتْ الجمعية لتنفيذ باقاتٍ من النشاطات المختلفةِ التي شملتْ دُور الضيافةِ (دار الزهراء ودار الشربتلي وشقق رجال المستقبل)، ورعاية الأسر والأيتام، ومرضى الغسيل الكلوي، والرعاية الصحية في مجمع البر الطبي، والأوقاف، ومستودع البر الخيري، ثم العمل التطوعي.
ولإدراك القائمين على الجمعية أن تلك النشاطات تُبلوِر مفهومي المسؤولية الاجتماعية والاستدامة التنموية بما يترك أثره على الجانب الاجتماعي والاقتصادي والبيئي وبما يترجم محاور رؤية المملكة في (المجتمع الحيوي والوطن الطموح والاقتصاد المزدهر)، وبما يدعم أيضاً فلسفة جودة الحياة، حرصتْ الجمعية على تعزيز هذه النشاطات من خلال عدد من البرامج، والأنشطة والشراكات والمشاريع المختلفة.. ودعمت ذلك كله من خلال نقلة تقنية تمثلت في دعم الخدمة الذاتية سواء عبر أجهزة الخدمة الذاتية الخاصة بالمتبرعين والمستفيدين، أو تطبيق الهواتف المحمولة، المرتبطة بمنصتها الإلكترونية.
ولأننا في شهر الخير والرحمة والعتق من النار، فجديرٌ بنا أن نتوقف أمام مشاريع الجمعية سواء تلك المشاريع الدائمة كـ (الكفالات والكفّارات والصدقات والصناديق الخيرية وتفريج الكربة، ووقف البر الأول لسكن اليتيم)..
أو المشاريع الاستثمارية والوقفية التي تدعم دخل الجمعية وترسّخ مسيرتها نحو تحقيق الاستدامة.
ثم المشاريع الموسمية التي تقدمها الجمعية وتتلمس من خلالها حاجات المجتمع في إطار أداء المسؤولية الاجتماعية:
ففي موسم رمضان وعيد الفطر يتم تقديم المشاريع الموسمية التالية: (إفطار صائم – لحمة رمضان – كسوة العيد- عيدية يتيم – زكاة الفطر). وفي موسم الحج هناك عدد من المشاريع الموسمية كـ (سقيا حاج- والأضاحي- وصدقة اللحم).
ولعلي أسلط الضوء هنا على مشاريع رمضان وعيد الفطر ، حتى نستشعر جميعاً معاني التكافل الاجتماعي التي حضَّنا عليها ديننا الحنيف:
*فهناك مشروع إفطار صائم: وهو أحد المشاريع الموسمية التي تنفذها الجمعية في شهر رمضان من كل عام للأسر والأيتام والمرضى، ويتم من خلاله تحديد المستفيدين والتعاقد مع جهات موثوقة ومتخصصة في المواد الغذائية، حيث كان يصرف للمستفيدين عادة بطائق ممغنطة لشراء احتياجاتهم الضرورية منها من المواد الغذائية مع تحديد مدة البطاقة بشهر واحد فقط.
أما هذا العام فحرصاً على تطبيق التدابير الوقائية والاحترازات المتبعة بسبب جائحة كورونا سيتم إرسال أكواد عبر رسائل sms لهؤلاء المستفيدين للذهاب بها الى المتاجر المتعاقَد معها بدلاً من البطائق المعتادة.
*وهناك مشروع زكاة الفطر: وهو أيضاً أحد المشاريع التي تنفذها الجمعية من خلال مكاتبها، حيث توفر الجمعية منافذ لاستقبال تبرعات زكاة الفطر العينية والنقدية وتوزيعها على الأسر الفقيرة بمحافظة جدة والقرى المجاورة في وقتها الشرعي، ويبدأ توزيعها خلال آخر ثلاثة أيام من رمضان، ويتم فيها بعد تحديد المستفيدين وتحديد كمية الزكاة المستحقة، التعاقد مع موردين معتمدين للأرز مع أخذ وكالات من المستفيدين لحفظها لهم لتوزع لهم مخصصات الزكاة طوال العام، حيث يتم توجيههم عادة لمستودع الجمعية لاستلامها.
أما هذا العام فسوف يتم توصيلها لمنازل المستفيدين حفاظاً على الصحة العامة.
*أما المشروع الثالث فهو مشروع كسوة العيد: وهو المشروع الذي تغرس فيه الجمعية البهجة في نفوس الأيتام ليصبح للعيد مذاق خاص في بهجته، فمن خلال التبرعات التي تحصلها الجمعية يتم عادة توزيع كوبونات شرائية محددة بمدة شهر واحد من إحدى الشركات المعتمدة على الايتام ليتم الاختيار حسب رغباتهم.
أما هذا العام فستقوم الجمعية بإرسال أكواد عبر رسائل sms يتم بها أخذ احتياجاتهم من المتاجر المعتمدة.
* ثم مشروع عيدية يتيم: ويتم فيه رسم البسمة على وجوه الأيتام في ذلك اليوم المبارك، حيث يتم إيداع مبلغ نقدي في حسابات الأيتام البنكية سواء هؤلاء القاطنون في دور الضيافة أو المكفولون لدى أسرهم.
* وأخيراً مشروع لحمة رمضان: وهو من المشاريع الموسمية الجديدة التي تم تدشينها هذا العام ويتم من خلاله اتفاق الجمعية مع متعهد لذبح لحوم الصدقات وتوزيعها على المحتاجين المسجلين بالجمعية بتوصيلها إلى بيوتهم حفاظاً على السلامة العامة، تحت إشراف فريق متمرس من الجمعية لمتابعة سير العمل في هذا المشروع.
إذن هي مشاريع موجهة لإعانة الفقراء من الأسر المحتاجة، والأيتام المسجلين في الجمعية، والمرضى، وتحمل مدلولات سامية تترجم معاني التكافل والتآزر والاستشعار بالآخرين وقضاء حوائجهم وإدخال الفرح الى نفوسهم في موسم رمضان وعيد الفطر، تجسيداً لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: “الرجل في ظِلِّ صدقته، حتى يُقضى بين الناس”
فمن أجلِ رسمِ البسمة على وجوه الأيتامِ والمحتاجين.. ومن أجل غرسِ البهجةِ في نفوسهم، وانطلاقاً من قوله صلى الله عليه وسلم: “ما نقص مالٌ من صدقة”.. هذه دعوة لدعم هذه المشاريع التي تجسد صورة المجتمع المسلم التي يكون كل فرد فيه مع الآخرين كالبنيان المرصوص، فهل نبدأ هذه المبادرات، ونحقق مقاصد قوله تعالى: ” فاستبقوا الخيرات”؟.
نائب رئيس مجلس الإدارة بجمعية البر بجدة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى