شعر وخواطر

قولي لي بربك

 

مُضناكِ أَشَقـاهُ المَـنـالُ الأَبعَـدُ
وَعَنِ المَسيرِ إِلى النَّجاةِ مُصَفَّدُ

جافـاهُ بَعـدَكِ كُلَّ عَيشٍ هانِئٍ
فَکَأَنَّ بِـ سْمِكِ كُلَّ جُـرحٍ يولَـدُ

يَمْضـي بهِ عَـهـدٌ فَيولَـدُ آخَـرٌ
وَمَواجِـعٌ فـي قَـلـبـِـهِ تَتَجَـدَّدُ

فَتَموتُ في عَينيهِ بادِرَةُ المُنَى
وَلَظَىٰ الصَّـبابَـةِ نارُهـا لا تَخْمَّدُ

ما بَينَ أَسنـانِ العَـنـاءِ تَلَـوكُـهُ
ذِكْرَى السَّنينِ وأَدمُعٌ وَتَسَـهُّـدُ

قُولي بِرَبِّكِ كَيـفَ يَهنَـأُ نَومَـهُ
واللـيـلُ يِأَتيْ غاضِـبـاً يَتَـوَعَّـدُ

قُولي بِربِّكِ كَيفَ يُورِقُ عُـودُهُ
وتَصَـحُّـرٌ فـي أَرضِــهِ يَـتَـمَــدَّدُ

دُنيـاهُ مِـنْ كُلِّ الـوجـوهِ تَبَـرَّأَتْ
وبَريـقُ وَجْـهِـكِ خـاطِـرٌ يَتَرَدَّدُ

آثـارُ ما أَبْقَـيـتِ تَخْـفِــرُ ذِمَّـةً
لِلصَّبرِ والآهـاتُ نَحـوَكِ تَصعَـدُ

والقَلبُ يَخْنُقُ خَفْقَـهُ وَجَـعٌ وَما
كَـفَّ المَـلامَةَ عَنْ جَواهُ الحُسَّدُ

مُتَشَبِّثاً بِخُيـوطِ ظِلِّكِ والمَـدَى
مِثْلَ السَّرابِ إِذا تَقَـرَّبَ يَبْـعُـدُ

نادَى فَأَخْرَسَـهُ التِفاتُكِ لِلصَّدَى
وَتَـرَكْـتِـهِ فـي حُـزنِـهِ يَتَـكَـبَّـدُ

في لُجَّةِ الأَحـلامِ يَسْبَحُ مُتْعَـبـاً
وَعَلَى جَحيمِ الشَّوقِ جِسْمٌ يَرقُدُ

يَشْتاقُ أَنْ يَأَتي الرَّبيعُ مُبَشِّـراً
والصَّيفُ يَقْسو والمُنَى تَتَمَـرَّدُ

كَمْ غـازَلَ الغايـاتَ في أَسفـارِهِ
وأَمـامَ وَصْـلِكِ كُلُّ بابٍ يُوصَـدُ

فَيُِعاتِبُ الأَقدارَ كَيفَ جَرَتْ بِـهِ
نَحوَ الغَـرامِ وَقَـد نَفـاهُ المَوعِدُ؟

مُضناكِ أَقصاهُ ابتِعادِكِ فانزَوَى
يَشكو طُعـونـاً سَيفُها لا يُغمَـدُ

د. عبدالله محمد الأمير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى