مقالات مجد الوطن

 القارب الباكي

 

سريتُ أنفُثُ فوح الليلِ من ضجري
أقطّعُ الظُلمةَ الدهماءَ عن بصري
فتنثني في المدى قبلي ببُردَتِها
وأتّقيها بكفٍّ وامضِ الشررِ
أدُلُّ للقاربِ الباكي على أملي
فينحرُ البحرَ لايخشى من الخطرِ
وأُلهِمُ الروحَ بعض الأنسِ فانطلقت
مني لواعجَ عشقٍ ساعةَ السّحرِ
وفي عيوني تجلّت من هممتُ لها
ومارأيتُ سواها لاحَ في نظري
أعانقُ الموجَ مشتاقا لرؤيتها
وقد تناءت عن العينينِ في الخُدُرِ
أحاورُ السّترَ أن يشتقّّ لي أملا
أوفجوةً في رواقِ القلبِ للسّمرِ
ألاوعُ الحُزنَ والأمواج ترقبني
وأنثرُ الدّمعَ في الشُّطآنِ كاالمطرِ
فيأسفُ الليلُ من حالي ويندبني
إذْ بان في العين قوسُ النورِ كالوترِ
قبلَ التلاقي وقبلَ الوصلِ يجمعنا
وارتدَّ في القلبِ كسرٌ بالغُ الأثرِ
طرقتُ بابَ الرّضا في كلِّ واجهةٍ
وعدتُ أطوي المدى آسٍ بلا وطرِ
هذا نصيبي وهذا مانظرتُ له
فالنّهرُ يهوى برغمِ الصّمتِ للحجرِ
يداعبُ الصّخرَ في الأحضانِ يحملهُ
كأنّما شرّعا عشقاً بلا كدرِ
ونحنُ تُهنا بلا وصلٍ يُحرّرُنا
من ضيقِ هجرٍ ومن آفاتِهِ الكُثُرِ

عبدالصمد المطهري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى