للوُصُول أُصُول

الكاتبة/ سحر الشيمي،
‏sahar_shimi@

نعيش في مسارات الحياة فتتشعب بنا الطرق لنلتقي أحيانا ونفترق أخرى ، ليتعارف البشر باللقاء ويفترقون بالوداع وكثيرا ما يتوارد على اسماعنا عند اول وهلة لقاء للتعارف بين شخصين ، سؤال ماهو أصلك؟ أو من أين ترجع ، ؟من أي قبيلة أو نسب أو مكان نشأت؟،..
طاف فكري و سرحت جوارحي في عالم الأصل والأصول ، بسؤال يجول ؛ هل الأصل يختص بنسل البشر وانسابهم أم أنه عالم آخر عميق ؟!،..
فوجدت أن كل شيئ في حياتنا له أصول ينتمي لها ، ويُبنى بها ، سواء حسي ملموس أو معنوي غير ملموس ،
لمست بعض أسراره في قوله تعالى ؛( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24). ابراهيم .
فالكلمة لها أصل ، الشجرة لهاأصل وكثير من أمور حياتنا كذلك لها أصول منها 🙁 المباني، الصناعات، الأفكار، العلاقات الأسرية والاجتماعية عامة ، بل حتى الأهداف والطموحات والغايات والمشاريع وغيرها من أمور الحياة التي يسعى اليها الانسان في دنياه التي يعيشها أو حتى آخرته التي ينتهي اليها ؟!،)..
ولكن هل اعتنى بها البشر كما اعتنوا بأصل الحسب والنسب ؟!، وهل أتقنا معرفة هذه الأصول و تفنّنا في بنائها لنعبر بها جسر الوصول ؟،.
فلكل انسان نقطة وصول تصبوا اليها نفسه و يبذل كل قوّته للوصول إليها ، مادام يتنفس الحياة ويشدو بالأمل فيها ، وتختلف نقاط الوصول لكل شخص حسب طموحه وإحتياجه ورغباته في الحياة ، فتختلف الأصول لذلك التي يرسم بها خريطة الرشاد للوصول ،
منهم من يسعى للحصول على بيت يملكه ، زوجة يسكن اليها ، وظيفة يستقر بها ، منصب اجتماعي ، أو علمي ، شهرة ، الخ ،،من امور مادية أو معنويةًفي الدنيا او الآخرة مثل ( ثقل الميزان بالحسنات ، الجنة ورضا ربه في الآخرة ،.. الخ )،. فهذه لها أصول من مبادرات في كل ما يوصله لهذا النعيم او الثواب من عمل صالح وقلب خالص لربه ، ورغم اختلاف نقاط الوصول والأصول الموصلة لها الا أني وجدت أصل واحد مشترك بينها وهو يوجز في كلمتين 🙁 الإتقان والإخلاص المبطن بالإيمان واليقين للوصول الى كل ما إليه النفس تميل وتأمل وإن بدا لها مستحيل ..
فلكل وصول أيّها الساعي أصول ،فإن أتقنت بنائها ستحقق حتما الوصول ..
فلنتأمل في كل أمور حياتنا لترسخ جذور أمالنا و نصل لثمر يؤتي أكله كل حين من شجرة طيبة مباركة أصلها ثابت في الأرض بما يترك من أثر فيها ، وفرعها في السماء بالأجر والثواب ،…..