مقالات مجد الوطن

الأطلال

……. ..
طَرقتُ البابَ وعين الشوق باكيةً
مُعَنّى بلوعةِ العشاق والسقمِ

نحيلُ الجسمِ يغشى هامتي قَلقٌ
ُاقلّبُ آهاتي واحزاني ومعتصمي

ُاسامِر الانواءَ والهمُ في كبدي
تناثر الشعر من صفحات مُعجمي

وأنشِدُ الأطلالَ عن خِلٍ كان يسكنها
حاز جمال البدر ، روعةٌ فى المبسمِ

الوصفُ ظَبْيٌ في الفلاةِ مُدلّلاً
يا دار بوحي بصدق القول تكلمي

هل من الذكرى بقايا تخبيئها ؟!
تاه الفؤادُ وزاد الضيقُ في نسمي

اهيمُ في الصحراءِ ينتابني المٌ
اسقي سِبَاعَ البر من القاني دمي

شوقي اناخ بدار الخلِ مكتئبا
اهدي اليكِ حنان القلب استلمي

لعلي ألقى آثار خلي وريحته
تسري عبيراً ، اكسجيناً في دمي

او ارى جدار الدار يُخَبّأُ صورةً
من رسمةِ العينين او قبلة الفمِ

او خربشاتٍ للأنامل في الثرى
او في ثنايا البيت رسّامة القلمِ

جارةُ الأطلال في البعدِ قد انزوتْ
لا البهمَ ارى ضحىً ورعي الغنمِ

أيها الأطلال إليكِ رسالتي
من مضغةٍ في الصدر ترجمها فمي

على الجدار لَعَلّ النأي يذكرها
مِدادها دمعي ، يشرحُ لها سقمي

النومُ يجافي العين والسعد يهجرها
أمسى سهادُ الليل حظي و من قسمي

دفنتُ احزاني وافراحيَ انصرفتْ
مازال شوقي اسورة في معصمي

أسْمَعَ صيحاتيَ من به صممٌ
وابصر رسالتي في العالمين العُمِي

وازْورّ قلبي من الآهات منزوياً
وودّعَ شوقي وحرفين خطهما قلمي

(حاءً) يحاكي الحور في قدري
و( باءً) كي ابَرّ في عهدي وفي قسمي

يحيى بن علي البكري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى