مقالات مجد الوطن

عين المحب

 

لِلعِشْقِ عَينٌ وَلٰكِنْ مَـا لَـهُ بَـصَـرُ
فَكَيفَ كُنَّا مَطايا والهَوَى سَفَرُ؟

دربُ الهُيامِ لَكَم بِالعاشِقينَ سَرَى
إمَّا لِوَصلٍ وإمَّا سَعيهُم خَسِروا

كَم مِن غَرامٍ رَقَىٰ بالآملينَ سَماً
وَكَم رَمَى البَعضَ قاعاً ما بِهِ ظَفَرُ

مَشوا كَمثلي دُروباً لَستُ اعرِفُها
وهل سَيَنجو غَريبٌ دَربُهُ الخَطَرُ

عَينَ المُحِبِّ تَرَى إِنَّ الحَبيبَ لَهُ
وَجهُ الجَمالِ فَسَلْ في الحُبِّ مِنْ خَبِرو

تَرَى الحَبيبَ وَقولَ العَاذِلينَ بِـهِ
يَغْدو رَمـاداً بِريحٍ كُلَّ ما نَثَرو

فالحُبُّ يَسمو بروحٍ حينَ يَسْكُنُها
يَعلو بِها في سَّماءٍ صَفْوُها المَطَرُ

وَلي حَبيبٌ أَتَى بالحُـبِّ مُبْتَدَءَاً
والقلبُ مِنْ طولِ فَقْدٍ شَفَّهُ الخَبَرُ

لَولاهُ سِحراً رَأَتْهُ العَينُ ما فُتِنَتْ
بِعِشْقِـهِ الرُّوحُ لَكِنْ هَكَذا الـقَـدَرُ

فَكُلَّما حانَ نَومي حَلَّ في خَلَدي
وَجْهٌ بَشوشٌ وَعَينٌ زَانَها الحَـوَرُ

أَبِيْتُ أَرعـاهُ بَدراً حَولُهُ اجْتَمَعَتْ
تِلْكَ النَّجومُ تُغَنّي شاقَها السَّمَـرُ

نارَ المُعَـنَّى رِياحُ الـبَيـنِ تُوقِدُهـا
في أَضْلُعٍ إِنْ شَكَتْ يَبْكي لَها الشَّرَرُ

فَلَا اعتِراضٌ عَلَى الأَقْدارِ يا وَجَعي
وَلا نَجـاةٌ لِمِثْلي والـهَـوَى خَطَـرُ

فَفي الغَرامِ ضَحايا لَسْتُ أَوَّلَهَـمْ
لَكِنَّـنـي آخِـرَ النَّاجينَ يَحـتَـضِــرُ

عبدالله محمد الأمير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى