الأخبار الرئيسية

المدارس عرائس

 

محمد الرياني

تشرقُ الشمس، تغردُ العصافير، تضجُّ الشوارع بالحركة، في السماء هناك سحبٌ متفرقة، وبعضُ الأماكن تبدو صفحة بيضاء كثنايا الدفاتر بلا كتابة، فاحت الروائحُ فتسللت مع النسائمِ بين الأزقة والممرات، تزينت المدارسُ كالعرائس، كل عروسٍ تريد أن تكون أجمل وأحلى من الأخرى، تسألُ منيرةٌ زميلتَها بدرية عن آخرِ يومٍ التقيتا فيه عند بوابة المدرسة، ويسأل عصامٌ صديقَه حسام عن آخرِ مرةٍ وقفا عند البوابة، تحركت الذكريات، بدت المدارسُ في أبهى حلة، خرجت رائحةُ الكتبِ كأجملِ عطرٍ لتختلطَ بأرديةِ القادمين بعد غياب، تبتسمُ بدريةٌ في وجهِ منيرة، ويضحك حسامٌ مع عصام ، اليومَ هو يومٌ مختلف، اليومَ هو أولُ أيامِ الفرحِ بالعرسِ الطويلِ الذي سيمكث أيامًا وأياما، يتقاطر المعلمون والمعلمات والفرحُ يقطرُ من أفواههم كالشهد الذي يتوزع في أروعِ الممالك، هذا يوم المعلمين والمعلمات، لاحديثَ للناس سوى البهجة التي تتناثر مع أسنانِ الأمشاط في رؤوس اليافعات التي تصفف الشَّعَر في الصباح، ومع ألوانِ الربْطاتِ التي تجمِّل هذا الشعر، ما أجمله من يومٍ تنتظمُ في محاضن التعليمِ عقود بقناديل كبيرة وصغيرة؛ عقود تُصدرُ الضوءَ كالشمس، وعقودٌ تعكسُ الضوءَ كالأقمار، المدارسُ اليومَ كالعرائسِ الحسان، كلُّ الثيابِ الجميلة حضرت للتباهي، وكلُّ العطورِ والورود تألقت في عرسِ الحرفِ والكلمة ، تمسكُ منيرةٌ بيدِ بدرية ويحتضنُ حسامٌ يدَ صديقه عصام، تتكررُ فرحةُ العودة لتكتبَ على وجهِ المدرسة الباسمِ بسمةً مشرقةً كفرحةِ العرس ، تبدو المدارسُ فعلًا كالعرائس إذ تزينت…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى