أدبيات الصحيفة

من درر الوهج (هي الدنيا )

يقول أبقراط الطبيب و الفيلسوف اليوناني :
(من المهم أن تعرف ماهي شخصية المريض أكثر مما تعرف ماهو المرض الذي يحمله المريض).
ما الدنيا إلا غابةٌ شاسعة..
والبشرُ فيها كائناتُها..
فهناك من هم زهورٌ و ورود بعطورٍ شتى وجمالٍ لا يضاهى ..
وهناك من يطرحون ثمارًا تفيد و تشبع و يُستلذُ بها..
و هناك نبتاتٌ مختلفةُ اللون و الشكل..
وهناك عشبٌ لا روح فيه و لارائحة ولافائدة لكنه موجودٌ بكثرة و بنمطٍ طفيلي..
هنا نباتٌ سامٌ قاتل..
هناك شجرٌ وارفٌ مظلِّل..
وهناك أحياءٌ ومخلوقات أخرى..
منها الأليفة
ومنها المتوحشة
منها الجميلة
و منها الدميمة..
منها النافعة ومنها الضارة..

و ينابيعُ ماء لجين صافية..
وشلالاتٌ تجري بمياه ساقية..
وبحيرةٌ تلمع بلؤلؤٍ منضود وألوان زاهية..
وجرفٌ هارٍ هنا وخلفه هاوية.. .
ونقرةٌ خادعةٌ هناك
تدفنكَ حيًا في ثانية ..

شخصياتٌ عدة..
وأنماطٌ شتى..
هي الدنيا و همُ البشر..
و ما الإنسانُ
إلا اختلافُ وجوه
وتعددُ مخابر.

د. فاطمة عاشور

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى