أدبيات الصحيفة

(رسالة)

 

رسالة تحتوي على استغاثة من عزيز جار عليه الزمن وذُلَّ، نصها :
“أغيثوني أهل النخوة وأرباب المعرفة،
مغلوبةٌ على أمري منذ عقود،
بُحَّ صوتي أنينًا وجُرح قلبي وجعا تحت إصرار الغزاةِ الغاشمين وهم يعيثون فسادا في ربوعي، يغيرون معالمَ تضاريسي ويفسدون جميل مقوماتي..
وذلك برفعِ منصوبي و جرِّ مرفوعي وتأنيثِ مذكري وربطِ هائي تاءً وإفلات تائي العفيفة العزيزة هاءً سائبة،
سئمتُ ترويعَ عباراتي بعبثِ المعاني الركيكة وممجوجِ اللفظ والمستهلك من الفكرةِ والمحتوى،
شكاوى الهمزاتِ في دهاليز محاكمِ اللغة مُكدسة، وقضايا الشرف نتيجة هتك عرض المعايير الأدبية مرصوصة،
فلا الرواية عادت رواية، والقصةُ لبست ثوب الخاطرة النائحة تندب حظها ، و المقالُ أضحى أُمّا ثكلى تبكي
وليدها المفقود.
أنا الجمالُ وقد قبحوه،
و البهاءُ وعمدا طمسوه ،
و الإتقان والإبداع وبِحِرفيةٍ حولوه لحديث نفسٍ وُلدَ مشوّها بعد مخاضٍ مُتعثر.
كنتُ قطعة الحلوى الشهية، لذيذةُ المذاق باهيةُ القالب، قبل أن يدسوا في طياتي مُرًا ويخلطوا لذتي بعلقم، أنا الشاكيةُ الباكية المغلوبةُ على أمرها من جورِ أنصاف الكتّاب في زمن أشباه المبدعين “.
المرسل :النصوص الأدبية.

ولاعزاء للمظلوم..
هاكمُ الاستغاثة فهل من مغيثٍ مشفق !!

د. فاطمة عاشور

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى