مقالات مجد الوطن

“الماضي جُزء من الغد الذي يبني المستقبل”

 

عسير – محمد آل غواء

كم نحتاج لتلك الذكريات حينما تأتي من بعد وقتٍ طويل، ومن يُذكرنا بها ويسترجعها معنا بطريقة أمام الأعيُن – لِمن يقول لنا أطمأنوا فلسُتم وحدكم الباقون على الود ولستُم وحدكم من يتذكر تلك اللحظات الجميلة ويحنُ لها ويتمنوا إسترجاعها، فتأخذنا الفرحة لتصور لنا أشياء عظيمة فاضلة تصنعُ لنا صورةً واضحة لأشياء تعود بأفكارنا لزماننا وحنينٌ عظيمٌ بدواخلنا – الماضي بشكل عام لا يهم الناس كثيراً بقدر مايهمهم الماضي الخاص لكل شخص وما يحمله من تفاصيل – فعندما يُصادفنا صديقٌ من تلك الأيام القديمة يُشعرنا وجوده بشخصياتٌ قديمة، ولكن لا نجعل ذكرياته تتفوق على أحلام مُستقبلنا أو تمضي شمسه فهو يجعلنا نصنع الجديد من الحياة ونرى المستقبل الممجد – فكيف ونحنُ نرى من ألمَّ بالتراث وأنار الأفكار لطريق الحياة؟
من وجد لحقيقته إستيعاب تاريخ الآباء والأجداد على أرض الوطن – ذلك الذي حافظ على التراث القديم لأنه الأصل والجذور وتمسك بها بذلك العمق الراقي، إنه “الأستاذ إدريس بن عمر الشاعري”،،،
فعندما جمع تلك المقتنيات والقطع الأثرية والكثير من أدوات ماضينا العريق فجميعها رمزٌ للتراث والتي تتضمن ذكريات ومواقف الماضي – وما تحن لرؤيتها أرواحنا من زمن لآخر والإرتباط العاطفي القوي بهذه الأشياء الثمينة – فهو يعتبرها جزءٌ من نفسه فيجد السعادة عندما ينظر لها، فوراء كل عمل إهتمام – له دافع محفز فقد جعل متحفه شيئاً نادرا ً وبذل قُصارى جهده في تحقيق نجاحه وإبرازه وضم داخله تنوعاً شمل جوانبه كل ناحية للأيام الماضية – واجبنا له أن نؤكد تلك الأحقية بالرعاية والإهتمام والتحفيز وبذل الجهد الكبير لزيارة هذا المجال الواسع للمتحف وعمل كل نشاطاتنا وبرامجنا التي تحن للماضي القديم
عندما نأخذ أبائنا وأمهاتنا مابين حين وآخر لإدخال الفرحة واستعادة أيامهم بالنظر لكل جزء بهذا المتحف، فبدورنا الفعّال نشد إنتباه بقية المجتمع وبكل حب وشغف وتشجيع تلك الأجيال القادمة لحب الماضي والتشوق للنظر له من ذلك المكان الذي سيجعل العلم والتاريخ يسيران جنباً إلي جنب، فبالعلم نستطيع أن نُسطر التاريخ وندونه فيحفظه الأجيال ليعرفوه ويعرفوا ماقاموا به آبائنا وأجدادنا.
——————
بقلم الكاتبة / فاطمة محمد الغربي

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى