مقالات مجد الوطن

14 روايتي: شرارة وبناتها حرائق!!

 

لا تحزني عزيزتي الشماعة فكل من جعل نفسه أنتِ أو دافع عن نفسه بكِ فما هو إلا أحدى الصنفين أما إنه من الصنف الذي حفظ المقولة واستدل مستلذًا بها أو من الصنف الذي يبعد عن نفسه التهم، وما ينأ عن النفس يكون حقيقتها الأقرب!

حقيقة كل النفوس الحقيرة التي تدفع الآخرين على حين غفلة أو على حين مأمن وثقة في حفر الظلمات العميقة المحدودة بحدود غير صالحة حتى يتم الإنقاذ فكيف بالانتظار أو السكنى.
وإلى الآن يا عزيزتي الشماعة أنا كالبعض لا أعلم ما الجرم الذي اقترفته بيد انك تحافظين على الملابس مرتبة وجاهزة للاستخدام.
وعلى الرغم أن خزانة الملابس في جوفها تؤام كثر منكِ إلا انها لم تحظى مثلكِ بشرف التقدير والترقية.
أعتقد بما هو ظاهر غير محجب انكِ كصندوق الأمانات ومع هذا لم يقيموا فعله كفعلك البطولي؛ لأن هذه الأنفس تفضل الوقوف ما بين نظيف ومتسخ، والمنتصب ليس كالمطوي لهذا قلدوكِ وسام الشبه، فلو ضل مفتاح هذا الصندوق طريقه وطرقوا بابه طرقًا خفيفًا ولم يفتح، ثم طرقوه طرقًا شديدًا وفتح ذراعيه أو ذراعه لهم لأتهموه بالدناءة والخيانات.
وما أن وصلت من حديثي إلى هذا الحد حتى اكفهر وجهي وخيل إليَّ أن رأسي يحاول أن ينفلق عن مخي امتعاضًا، لاح طيف (المنصدم) كالجثة الهامدة تحركها روحه المقوسة، رأيتها فصعقت لهول وحشيتها وتمثلت لي حيوانًا ضاريًا ينشب أظافره ويغرز أنيابه في لحم طفل ويمزقه.
سلبني راحتي بعدما تسلل إلى صومعتي واقتحم خلوتي المشروعة وأصبحت مضطرة إلى الفرار منه بالتفكير في هذا المشهد الغير مرحب به والذي توقف عند النهش. حاولت هش صورته بيدِ ولكنني لم أفلح، فيدي ليست كالعصا وهي ليست واحدة من غنمي.
بينما أنا أحاول تدبر منواله وأخوض منع إصراره جاءتني رسالة من الواتساب، فتحت التطبيق، فإذا هي مرسلة من قناعة، فحواها: “لا تنسين عالم الثآليل”.. أفتر ثغري واعدتها لها مع رد يحمل (فيسًا ضاحكًا ولايكًا معجبًا ومحب).
صليت الظهر، تلاها حجبت الأيقونة ولم أعد أعلم بعد ذلك من أمرها شيئًا. وضعت خدي على كفي الأيمن، مسبلة جفنيّ، وأنا أمني نفسي: “وأخيرًا سأنام في هذه الإجازة مع الثقلين”.

الروح/ صفية باسودان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى