مقالات مجد الوطن

سأبكيك..

سأبكيك..

الروح/ صفية باسودان

سأبكيك وأذرف على فراقك دموع شرياني، وسأنحت بها اسمك على جسدي وسيلفظ الماً عنوانك وجداني..!

ثم سأجمع ما تبق منها قطرة قطرة في كؤوس العمر الفاني..!!

سأبكيك حتى يجف دمي و تصبح أوردتي عجافاً كأغصان شجرة قد بلغت من الكبر عتيا لم يبق لها غير جذوراً تتوسل الأرض بقيا.

سأبكيك..

سأبكيك انتظاراً حالما يرسم صورتك المتعطشة لي بين شفاه الغيم وليلها الداني.

عند ذلك سينجلي الليل حين يلوح فيه انعكاس طيفك الوهاج الذي لا يقاوم

فيهطل خراجه وتنبت بذرة الأمس القاحل وتصبح بستان…!

حينها سأتجرع بنهم تلك الكؤوس وأذوق لسعة السكر لكيلا أفقد روحي واتزاني.

سألعقك وأعيدك من فجوة جرحك الدامي!!

 

سأبكيك..

سأبكيك أيها الحب يقيناً بأنني وطن

يسمع آهاتك قبل أشواقك!

ألا تسمع صوت وطنك؟!

صمت

صمت

صمت

أليس له حقاً عليك؟!

أين عهدك و وفائك؟!

لا تسقط الدمع ولا تغمض الجفن

لا تبكي

قلت لك مراراً: لا تبكي!!

_ تعبت..

فكلما اقتربت تعبت وكلما بعدت تعبت!

تعبت

تعبت

تعبت

لم اعد انفع لشيء غير السخرية والتهكم حتى تجاوزوا حدودي وأنكروا وجودي وقالوا عني:

لا وجود للحب ـ الحب ظالم ـ الحب وسيلة للخطيئة ومدعاة للرذيلة.

جعلوني سلباً وأنا أكرم للفضيلة.

ماذا أفعل يا وطني؟

_ اسكنني!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى