مقالات مجد الوطن

اداب الجوار

 

اهتم الإسلام بالجوار اهتماماً كبيرا بهدف تقوية الجانب الايماني لدى المسلم و إكسابه القدرة على المحافظة الكيان الاجتماعي .

يعتبر شهر رمضان شهر الخير و التسامح و حسن التعامل ، و العلاقات الاجتماعية بما فيها علاقتنا بالجيران التي تزداد و تتداخل في رمضان .

لا تقتصر فرحة شهر رمضان على العائلة فحسب ، فقد تكون فرصة لعودة أجواء الدفء و الحميمية بين الجيران ، فأبناء الحي يتسابقون إلى الصلاة في المساجد العامرة يدخلون المسجد قبل الآذان بنصف ساعة لقراءة القرآن و يخرجون بعد الصلاة بفترة حيث يتبادلون التحيات
و المباركات بشهر رمضان ، وإذا تغيب أحد عن الصلاة يسأل الجميع عنه .

اللطف مع الجار من أفضل السلوكيات الإيجابية و حق الجار عظيم كما وصى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجار ،قال ” لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه ”

حرص النبى- صلى الله عليه وآله وسلم- أن يبنى مجتمعًا إسلاميًا ينعم بالسلم الاجتماعى وإشاعة روح الحب والمودة بين الناس، وحثنا الله- سبحانه وتعالى- فى كتابه العزيز على الإحسان إلى الجار فقال: «وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِى الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِى الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً».. [النساء: 36].

التعامل اللطيف في شهر رمضان واجب علينا ، يفضل اجراء مكالمة هاتفية في بداية شهر الصوم للتهنئة و الدعاء لهم و لأحبائهم بالخير ، هذا يجلب السعادة لقلوبهم ، و تجعلهم يشعرون بمدى الحب و الأمان .

بعض العائلات يعدون مزيد من الطعام و يتم تبادل الأطباق بين الجيران ، رغم أن هذه العادة قد صارت بشكل محدود إلا أن البعض مازال البعض يحافظ عليها و يتم التبادل أيضاً بين المواطنين و المقيمين .

قد يكون التعامل مع الجيران من أسباب دخول الجنة، وإيذاؤهم من أسباب دخول النار- والعياذ بالله- فقد سئل سيدنا رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم- عن امرأة كثيرة الصيام والصدقة غير أنها تؤذى جيرانها بلسانها فقال: «هى فى النار». فقيل: إن فلانة، فذكروا قلة صلاتها وصيامها وصدقتها ولا تؤذى جيرانها بلسانها فقال: «هى فى الجنة

إذا كانت علاقتك بجارك ودية تستطيع دعوته للإفطار قبل موعد العزيمة بيوم مثلاً و إذا كانت علاقتك بجارك رسمية يتم توجيه الدعوة له قبل الموعد بفترة و قد تصل لأسبوع

يجب مراعاة العادات و التقاليد بعد الفطور ، البعض يخرج للصلاة ، و منهم من ينام ، لا بد الاهتمام بعادات الجيران لأنها تختلف من أسرة لأسرة .

لذلك من غير المناسب أن يحضر الجيران أقاربهم دون علم الجيران المسبق بذلك تجنب للإحراج .

من الممكن عمل دعوة رمضانية يتجمع فيها الجيران .

فن تبادل الأطباق :
إذا أرسل لك جارك طبقاً في رمضان ثمة قواعد وأسس يجب الالتزام بها في تبادل الأطباق الرمضانية .

من الاتيكيت الحرص على إرجاع الطبق مرة أخرى بصنف آخر من الطعام.كما يفضل إرجاع الطبق بكمية أكبر من الطعام.
إذا كان متلقي الهدية ظروفه لا تسمح بردها، قد يكتفي بإرجاع الطبق فارغاً.

من أداب التعامل مع الجار في شهر رمضان
إن لم يكن بينكم تزاور ، فعليك المبادرة إلى ذلك خاصة في شهر رمضان الكريم وأيضا عند الأحداث الطارئة المحزنة كالوفاة ، و المرض الشديد ، و المناسبات المفرحة مما يزرع روح الألفة والود والتعاون والترابط بين الجيران.

لا تفعل مطلقاً ما يزعجهم من قبيلك :
– جعل الماء أمام باب دارهم أو على شرفاتهم .
– إلقاء شيء على غسيلهم أو سيارتهم .
– وضع القاذورات وبقايا الأطعمة بشكل مكشوف و مقزز عند مدخل المبنى أو الدرج أو المصعد
– توقيف سيارتك سريعا وقت الافطار بحيث لا تترك مجالاً لتوقيف أخرى بجانبها .
-إذا رأيت أحدهم محتاجاً لمساعدة أو مرتبكاً ، فاعرض عليه مساعدتك مباشرة .
-إن كان مريضاً أو مصاباً يحتاج لدخول المستشفى .
-إذا شب حريق في بيت الجيران ، ساعدهم على إخراج الأطفال و العجائز أولاً ، ثم تعاونوا على إطفاء الحريق .
– إذا قرع بابك في أي وقت مضطراً ، تفهم اضطراره و ساعده قدر استطاعتك بلطف وإذا كانت علاقتكما متينة ، لمح أمامه بأوقات راحتك حتى لا يزعجك و لا تزعجه
يجب احترام خصوصيّة الجيران، والبعد عن التسبّب بإزعاجهم، سواء بصوت التليفزيون المرتفع، أو بالموسيقى، بخاصّة في الليل أو الصباح الباكر .

ومن عقوق الجار: الطمع فيما عنده، أو محاولة استغلاله بحجة الجوار، أو بالتدخل في شئونه، وقد يتسبب البعض بهذا التدخل في إفساد العلاقة بين الزوج والزوجة، والحسد والحقد، وفرض بعض الأمور على الجار بالقوة، والشماتة منه إذا إصابته مصيبة… إلى غير ذلك من الأمراض الاجتماعية الخطيرة.

علينا عدم التدخل في شؤون الغير والجيران، تجنباً لحدوث مشكلات و حدوث خلافات ، لذا يجب البعد عن السؤال المُتكرّر عن تفاصيل حياتهم الشخصيّة، بل الاكتفاء بالأخبار التي يطلعوننا عليها، مع الحرص على عدم إفشاء أسرارهم للجيران الآخرين في البناية أو المنطقة .

مهما تغيرت الظروف علينا التواصل مع الجار مما يعزز التكافل و التراحم .

لا ننسى أن نشرح للأطفال لماذا نقوم بالاهتمام بالجار ومحاولة أن نغرس بالطفل قيمة الجار و منعه من الإساءة و إثارة المشاكل الموجودة لدى بعض الأطفال .

هناك أشياء قد يجهلها الإنسان، أو تحدث بين الناس من أمور الجيران، فيما بينهم من بعض المشاكل، هذه لا توجب الهجر، ولكن لا مانع من توجيهه ونصيحته وإرشاده إلى الخير، فإن السلام أمره مهم، هو سنة، ومن أسباب صلاح المجتمع، وتحاب المجتمع فإن المسلمين فيما بينهم يشرع لهم السلام، والبادي أفضل، والمجيب.. الجواب عليه واجب، لكن إذا كان هناك أمور واضحة تعتبر من أسباب الفسق كالمعاصي الكبيرة، فإن صاحبها إذا لم يقبل النصيحة ولم يرجع، يستحق أن يهجر حتى يتوب.

الجوار في الإسلام لا يقصد به جوار البيت فقط؛ وإنما الجوار قد يكون في العمل، أو في مكان تحصيل العلم، وقد يكون في السفر؛ فالقرآن الكريم أوصى في أكثر من آية بالجيران، فقال تعالى: )وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ(، مشيرا إلى أن الجيران ينقسمون من حيث الحقوق إلى عدة أقسام :
– جار له ثلاثة حقوق، وهو الجار ذو الرحم المسلم.
– جار له حقان وهو الجار المسلم الذي ليس رحما.
– جار له حق واحد وهو الجار غير المسلم

و في النهاية الإسلام اعتبر حسن الجيرة وحسن معاملة الجيران من كمال الإيمان؛وضرب لنا سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم المثل بالإحسان إلى الجار حتى ولو كان من غير المسلمين .

ومن خلال ما سبق يتبين أن حسن الجوار من أساسيات بناء المجتمع الإيماني الذي يتعاون فيه أفراده على محبة الله والقرب منه من خلال تبادل المحبة والمودة والقرب التي أوجبها الإسلام على أتباعه في مجال الجيرة

الأديبة الصحفية
ندى فنري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى