مقالات مجد الوطن

الريم والثعبان

الروح/ صفية باسودان

كان يا ما كان في سالف العصر والاوان.. يا أحبابي يا أخوتي ويا أخواتي
يحكى أن ريمًا جميلة كانت تجول في انحاء الغابة.. تمرح هنا وهناك.. تستنشق الازهار وتتفيأ الأشجار.. وعند النهر تلتقي مع الأصدقاء يستقون من هذا الرافد كي يطفؤوا أجسادهم من حرارة الشمس الحارقة ويرووا عطشهم بعد رحلة لهو ولعب في الادغال.
اشتهرت تلك الريم بالجمال والذكاء وكان هناك أصدقاء لها ليسوا بأوفياء، فالحقد أعمى بصيرتهم حتى دثرها وفاق.. تامروا عليها ووضعوا الخطط للخلاص منها والفتك بها.
لكن جميع محاولاتهم باءت بالفشل الضريع فهي لا تعيرهم اهتمامها بل على العكس تظهر لهم الود وتعاملهم بكل رفق.. وهذا ما لم يروق للسيدة أفعى.
وفي ذات نهار نفد صبر السيدة أفعى وفقدت صوابها عندما شاهدت الريم تشرب على حافة النهر، فضغطت نفسها في جلدها ثم أطلقتها وهبطت بقوة من على غصن الشجرة التي كانت متمددة عليه.. كانت تريد زرع نابيها في جسد الريم ونفث سمها ومن ثم ابتلاعها.
في هذه الاثناء هرولت الريم إلى أمها قبل سقوط الأفعى وقبل أن تعلم بأمرها!
عندها تذمرت الأفعى ولم تسكت وأخذت تصرخ وتبكي من خليط القهر والألم وتجوب في ارجاء المكان لا تنوي على شيء فتارة تتسلق الأشجار وتارة أخرى تزحف معانقة الأرض واستمرت هكذا حتى التقت بحبيب القلب وعشيقها الثعبان فقصت عليه ما حدث معها لكن سردها كان بالعكس فحولها السبك من الظالمة إلى المظلومة!
وأن الريم هي من ارادت أن تنقض عليها كي تأخذ جلدها الثمين للكسب، فصدقها الحبيب المتيم ذو القلب المرهف، وقال لها: “الويل للريم والقتل”.
ثم كفف لها الدمع بذيله وسقاها الشهد من معسول كلامه ووعدها أن يثأر لها وينتصر. فما كان منها إلا ان ارتمت في احضانه كعربون لولائه والجائزة الكبرى بعد النصر.
وبعد تلك الجرعة العاطفية تفتقت لديه روابط الفحولة، فما كان منه إرضاء لها إلا أن شمر عن ذيله للبحث عن تلك المجرمة التي أرادت بها الشر.
صال وجال إلى أن قابل صديقه الثعلب المكار، فقص عليه الأمر طالبًا منه المساعدة والدعم.
ـ عزيزي ثعلوب المكار أريد حيلة جهنمية للإيقاع بها وتمريغها في الوحل.
ـ حبيبي ثعبون تريث ولا تستعجل فالأمر ليس بالسهل ويحتاج منك إلى قليل من الصبر.
ـ سأصبر من أجل أن يعود لأفعتي سرورها وابتهاجها.
ـ حسنًا.. حسنًا هذا هو الصواب وعين العقل.
عقب ذلك تفارقا على اتفاق بينهما ثعلوب يخطط وثعبون ينتظر الغد.

غدًا بمشيئة الله تتبعها أحداث للتكملة…………….

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى