مقالات مجد الوطن

ومضى الثلث

 

الكاتب /نبيه بن مراد العطرجي

مودة الفؤاد
ومضى الثلث

رمضان لهذا العام ١٤٤١ أهل علينا ليس كباقي شهور رمضان التي سبقت خلال الأعوام الماضية .
ثبت دخوله في أيام حظر منعتنا من أمور كثيرة كنا نقوم بفعلها فيما سبق من سنوات خلت .
فالوباء ( كورونا ) الذي غزا العالم أجمع حرّم المسلمين من إتيان المساجد للإفطار وإقامة صلاة الفرض جماعة ، وكذلك نافلة التراويح التي أعتدنا على صلاتها جماعة بالمسجد بسبب الإجراءات الإحترازية التي تقوم بها الجهات المعنية لمنع التجمعات والإختلاط للحفاظ على الأنفس من تناقل فايروس الوباء إليها .
سبحان الله مرت الساعات وأنقضت الليالي والأيام لنفاجأ بأن ثلث الشهر قد أنقضى ، ونحن بالأمس القريب نبعث التهاني لبعضنا البعض فرحين به ، فيا حظ من غنم ما مضى من أيام فضيلة بالتقرب إلى الله تعالى ، ولم يمنعه تعليق الصلاة في المساجد من إقامة فرضها وسننها في منزلة كما هي ، وبادر في آداء صلاة التراويح كاملة في داره كما أنه بين جماعة المسلمين ببيت من بيوت الله تبارك وتعالى .
فهنيئآ لمن حافظ على وقته وتمكن منه ، ولم يصب بالفتور ، وأستثمره كما ينبغي بالتقرب إلى الله عز وجل بالنوافل الرمضانية .
هذه الغمة ستزول بإذن الله عن هذه الأمة ، فالله رؤوف رحيم بعبادة ، وقد أذاقنا الرحمن الرحيم جزء يسير من عذابه جعل مجرى حياتنا مختلف عما ألفناه ، فقدنا حرية الخروج من المنازل ؛ حرمنا من السلام على بعضنا بالأيدي ؛ تباعدنا عن بعضنا ….. وأمور أخرى .
فهل إذا أنزل الله شفائه ، وأخفى الوباء من حياتنا ، وعادت الأيام لطبيعتها ، والمياه لمجاريها ، وتحررنا من الحظر سنعود إلى ما كُنّا عليه من إنفتاح لم نعهده من قبل ؟ أم أننا نعيد حساباتنا ؟
ليس أمامنا الآن سوى أمرين .
أولها : أن يستدرك ما بقى من رمضان لمن تهاون في العشر الأوائل ليغنم من خير الله الوفير .
ثانيها : مداومة الإستثمار لمن كانت ليالي رمضان شغله الشاغل .
يا رب أكتبنا من عتقاء هذا الشهر ، وأدخلنا برحمتك في زمرة الصالحين يا رب العالمين .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى