مقالات مجد الوطن

هكذا خُلقنا.

لا اعلم لماذا اصبحت المظاهر الخارجيه تشكل عاملاً مهماً.. الى درجة يرتفع معها الشخص ويشيد .. واما يسقط ويكون تحتى مسميات تستنقص من قيمته … مثل (عبد)(اسود) وغيرها الكثير التي تبكي العين وتدمي القلب …
ولكن السؤال.. لماذا هذه التفرقه القاسيه؟ اوليس الذي خلق الابيض خلق الاسود .. الذي خلق الصحيح هو ايضاً خلق المريض .. وكذلك تلك المقولة المشهوره التي يتلفظ بها البعض وكأنه بذلك لم يسيء بقوله هذا ( العبد فلان كلنا عبيد الله )
عزيزتي جميله…
برأيك ما هي الاسباب التي ادت الى وجود اعداد كبيره من الافراد المتعنصرين في مجتمعنا العربي الاسلامي ؟
لماذا التفرقه اولم نخلق من نفس التركيبه من طينٍ .. وماءٍ مهين!
مؤسف ومخجل ان يكون المسلمون يمارسون افعال تناقض هذا
الدين الحنيف.
فما قولك عزيزتي في هؤلاء الفئات؟
وهم للأسفِ كُثر.
_____
انا اقدر انزعاجك وحزنك يا عبير على هذه الفئة من المجتمع
واعرف شعور العار في ذلك ومازالت هذه العنصريه والتفرقه على جنبات الحياة الى الآن ومازالوا اصحاب البشرة السمراء يعانون ويشعرون بالعار ومنهم من فقدوا ثقتهم وجزءً منهم وهذا مؤسف ولكن ربما يرجع السبب في هذا هو أن النّاس اصناف وهذا الصنف لا ينصفون بتاتاً لانهم على غفله على ما هم عليه يا عزّيزتي عبير ،فهؤلاء النوع من البشر يحددون تصرفاتهم وتعاملهم بناء على لون الانسان فيفوز الاشخاص الذين يتميزون بدرجة عن غيرهم فالابيض لديهم غير عن الاسود،وضعيف البنية يختلف عن قوي البنية، انهم يا عزّيزتي ،يفتقدون الفكر المعزز بالثقافه ويتعاطون القسوة والشدة والتنمر اكثر فيجدون انفسهم هنا،غافلين عن تعاطي مشاعر الحُب والاحترام مما يجعل هذه الفئة التي تتجنب بعدم احتكاكها والتقائها بالاخرين وبالتالي تحرم نفسّها من المشاعر الجميلة وربما ايظاً حتى من حقوقها لخوفها بسبب هذه الفئة التي لديها جمود وشدة ضد اصحاب هذه البشرة السمراء ،،اظن ان الغفله وعدم تعزيز الاسره لفكر هذه الفئة لها دور هام في الثقافة بهذا الجانب بلا شك
لذا نأمل من الأُسر تفعيل دورها في تعزيز هذا الجانب لدى ابنائهم لان اصحاب البشرة السمراء
لهم الحقوق مساواة بالجميع،قد نفترق في لون البشرة
وجوانب عده في الخلقة ولكننا نمتلك نفس القلب،فلا يحكم احدكم على قشور الانسان مُتناسين لُبه.
____
اتعلمين يا عزيزتي جميله أين تكمن
المصيبه العظمى ؟
حين يعزز الابوان هذا التخلف في عقول أطفالهم … أو حين يقول البعض لابنائهم الاسود للاسود والابيض للأبيض فيما يتعلق بالزواج مثلاً
أنسينا قوله صلى الله عليه وسلم: يا أيُّها الناسُ إنَّ ربَّكمْ واحِد ألا لا فضلَ لِعربِيٍّ على عجَمِيٍّ ولا لِعجَمِيٍّ على عربيٍّ ولا لأحمرَ على أسْودَ ولا لأسودَ على أحمرَ إلَّا بالتَّقوَى إنَّ أكرَمكمْ عند اللهِ أتْقاكُمْ.
ويقول الله تبارك وتعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ [سورة الحجرات:13] الافضليه بيننا تكمن
في تقوانا لله عز وجل ..والاهميه تكون في نقاء الجوهر لا المظهر.
كم أتمنى يا عزيزتي لو يتصور هؤلاء الفئه ممن يتعالون ويرون أنهم أكثر تميزاً وعظمه.. وسمواً ورفعه .. بل وحتى جمالاً
أنهم هم من يستنقص من قدرهم ويصنفون على أنهم شيء دوني لا أهمية له
كيف سيكون شعورهم؟ لو أنهم يفعلون لربما تغير الوضع قليلاً وربما لا ! ..لانه هناك عقول شبيهه بالحجر لا تغير أفكارها وقناعتها بسهوله ..وإن كانت خاطئه.. مع إدراك أصحابها لفداحة ما يقدمون عليه من تخلف وتجرد من الانسانية
لانهم إعتادُ التمسك بهذا الجهل
وتعايشوا على البقاء في الظلمه.. والعبد ليس
أسود البشره كما يعتقد نسبه كبيره من الناس وإنما من يباع ويشترى كما في عصر الجاهليه المتعاكس مع الاسلام في مثل هذه الأمور لان الاسلام الذي اضاء الدنيا نفى ونهى عن التفرقه بيننا .. في لون أو نسب أو جمال وغيره ولا ننسى بأن يوسف عليه السلام الذي وعلى الرغم من أنه يملك نصف الجمال بيع كعبد بثمنٍ بخس
فالعبوديه لا تتعلق بالون وإنما هي عادة إندثرت حين ولد الاسلام .. نحن هكذا خلقنا ..مختلفين كلٌ منا يتميز عن غيره ولله حكمته في خلقنا مختلفي الالوان والاحجام والملامح.. وربما قد تُفهم هذه المسأله بشكل أعمق اذا ما عدنا لمراجعة الوازع الديني لدينا.. وأختم كلامي بقول عمر الفاروق رضي الله عنه: متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احراراً
_______

أجل الجميع أحرار كم قال الفاروق رضي الله عنه،،
ولا ينبغي لابيضٍ استعباد اسودٍ فقط لان درجة
البشرة تختلف،وهذا ما يجب ان يعيه كُل ابيضٍ يمتلك نظره مختله بفكر محدود،نهايةً؛جميعنا خلقنا سوياً بنفس الطريقة واختلفنا في الوان البشرة ولكن يبقى الجوهر هو الحد الفاصل بيّننا .

•قلم عبير فقيري ..وجميلة كعبي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى