مقالات مجد الوطن

(فَٱصۡبِرۡ صَبۡرࣰا جَمِیلًا)

 

بقلم / محمود إسماعيل :-

عجبت والله كيف يكون الصبر جميل والصبر مظنة القهر ومظنة الحزن ومظنة الانكسار
كيف يكون جميلا وهو عليه الصلاة والسلام يلاقي أنواع الأذى من الأقوال والأفعال من الكفار وخاصة الأقربين دون الأبعدين منهم مما لا يحتمله بشر ولا يقوى عليه قلب إنسان ..
ومع ذلك يأتيه الأمر من مولاه وخالقه سبحانه أن يصبر وهذا معلوم ومعقول لإستمرار الدعوة المرة بعد المرة ولكن أن يصبر صبرا جميلا فهذا مما يستوجب العجب ويأخذ الألباب ويأسر العقول من أمر الله سبحانه لنبيه عليه الصلاة والسلام ومن شأن النبي عليه الصلاة والسلام حيث امتثل للأمر من الله عز وجل
صبر جميل لأنه عرف أن جمال الصبر في أن تصبر للمحبوب الأعظم سبحانه وتعالى ليس تبتغي من دعوتك إلا رضى الله والقرب منه فيكون جميلا
صبر جميل لأنه صبر في معية الله سبحانه ( إن الله مع الصابرين ) فيكون جميلا
صبر جميل لأنه في حفظ الله وفي عين الله عز وجل سبحانه ( واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا ) فيكون جميلا
صبر جميل لأن مع الصبر ذكر الله سبحانه والوقوف بين يديه في الصلاة حتى يرضيه الله عز وجل (فَٱصۡبِرۡ عَلَىٰ مَا یَقُولُونَ وَسَبِّحۡ بِحَمۡدِ رَبِّكَ قَبۡلَ طُلُوعِ ٱلشَّمۡسِ وَقَبۡلَ غُرُوبِهَاۖ وَمِنۡ ءَانَاۤىِٕ ٱلَّیۡلِ فَسَبِّحۡ وَأَطۡرَافَ ٱلنَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرۡضَىٰ) فيكون جميلا
صبر جميل لأنه لله وفي ذات الله وحبا لله وطاعة لله وهذه غاية كبرى ووسيلة عظمى بل هو الإيمان الخالص واليقين التام (وَلِرَبِّكَ فَٱصۡبِرۡ) فيكون جميلا
فإن كان كل ما ذكرته مع الصبر فلا يكون فيه قهر او حزن او إنكسار وحينها لا ينقضي العجب أبدا لمن تأمل الآية وحاول أن يأتي في صبره بشيء من تلك المعاني ولا يستطيع أبدا فما اجتمعت تلك المعاني وزيادة عليها إلا للنبي الأكرم صلى الله عليه وسلم ولا نقول لأنفسنا فيما يدور حولنا إلا (فَٱصۡبِرۡ صَبۡرࣰا جَمِیلًا) والله المستعان وعليه توكلنا وهو رب العرش العظيم
وسلامتكم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى