كاتبة/ سحر الشيمي،
sahar_shimi@
منذ ان خلق الله الارض وسرت الحياة فيها ، بدأ التنافس بل الصراعات والسباق للبقاء عليها ، وقد اختلف مفهوم البقاء بين المفكرين والفلاسفة والعلماء ، فكان لمفاهيمهم أثر على السلوك الانساني والمجتمعات .
كثيرا ما يتكرر اليوم على صفحات التواصل الاجتماعي ، عبارة ( البقاء لله ). كاشارة لخبر وفاة ،. توقفت على معنى هذه الكلمة التي تذكرني دوما بقوله تعالى 🙁 (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَىٰ وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (27) الرحمن . نعم نتيقن تماما ان كل شيء، يهلك ويفنى ، ولكن هل لنا من باقية ؟! ولمن البقاء ؟،وهل للبقاء روح ؟!،..
في الإطار الفلسفي : وضعو مفهوم متنوع للبقاء، بأن (البقاء للأقوى أو الأصلح) وهي نظرية هربرت سبنسر في مطلع القرن العشرين. وسبقه داروين ب “الانتقاء الطبيعي “، أو الحفاظ على السباقات المفضلة في الكفاح من أجل الحياة.[1]،- تشارلز:(البقاء ليس للأقوى ولا للأذكى البقاء للأكثر استجابة للتغيير).، ، ولكن ما هو أخطرمن ذلك ، هو التطبيق الاجتماعي لنظرية سبنسر، بين مجتمعاتنا لتغير الفكرة والسلوك والقيم.حيث اعتمدو مفهوم البقاء في القوة الجسدية ونسو القوى الروحية التي لا يبقى الجسد الا بها ؟!، فأين نجد هذه الروح للبقاء ؟.وجدت الاجابة جلية في كلام الباقي سبحانه لقوله تعالى 🙁 الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2) الملك. ولم يقل اكثر عملا بل أحسنه وأخلصه وأصوبه، من هذا يتبين أن (البقاء للأنفع) وليس للأقوى ، والقيام بالعمل الذي يترك اثرا طيبا باقيا ، ككلمة حق نافعة ،وان بدا أنها لن تثمر في حياة قائلها، إيماناً بأنها ستثمر، سواء في حياته أوبعدمماته ،وتطبيقا ً لقول خير البشرعليه الصلاةوالسلام : \”إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فإن استطاع ألا تقوم حتى يغرسها فليغرسها\” فليكن كل عمل او قول او قلم له اثر هو تلك الفسيلة ، ولابد ان نقر ونسلم بحقيقة الفناء، والتغيير في كل شي ،فكما تتغير مراحل نمو الانسان في طفولته وشبابه وكهولته ، كذلك لا يبقى شي بوضعه قبل فنائه ، ابتداء من الماديات والجمادات وحتى الحرث والزرع الى مشاعر الناس وسلوكهم ومنهج حياتهم ، يتغير مع كل حقبة من الزمن ، فكم من صحراء اصبحت دوحة غناء وكم من غابات احرقت وكم من بيوت هدمت واخرى عمرت بشكل مختلف وكم من مشاعر تغيرت بين حب وكره واخلاص وخذلان ،،..الخ ،ونحن نعيش الان في سباق مع الزمن من اجل البقاء . فكل لحظة نتنفس فيها هي غنيمة ولن تعود ، فلنعيش لحظاتنا بأمان ولانتوقف اونرجع للوراء ولنعمل بوصية نبينا عليه السلام:« اغتنم خمسا قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك ».رواه أحمد . فلنحافظ على ما نملكه اليوم من غنائم من، الصحة،المال، بل حتى اخلاقنا وقيمنا والاشخاص في علاقاتنا ولحظاتنا الجميلة فلا نضيعهااو نسمح بفقدانها لأنها قوت لروح البقاء فان نفدت لن تعود.فما الحياة الا جسر للعبور فلنحسن العبور ،كما قال الإمام علي عليه السلام:كن في الحياة كعابر سبيل..واترك وراءك كل أثر جميل.. فما نحن في الدنياإلاضيوف.. وما على الضيف إلا الرحيل.. !رزقنا الله هذه الروح التي تحمل ذكرى شذاها يفوح أثرا طيبا باقيا مدى الأزمان تلك هي روح البقاء فهل لنا من فوز بها في السباق ،….