———–
أتيتُ للحُبِّ والعَينانِ لَمْ تَنَمِ
وفي حُروفي سؤالٌ قابِعٌ بِفَمي
يا أيُّها الحُبُّ؛ قال: افصِحْ، فقلتُ: أَمَا
للحُبِّ نَهجٌ قويمٌ يَحتوي أَلَمِي ؟
أجابَني الحُبُّ ، – والآهاتُ في فَمِهِ
بالوجدِ تُذْكي أحاسيسي ونَهرَ دَمِي-
أنا الذي بيَ قامَ الكونُ أجمعُهُ
ومِن نقائيَ دَرَّ الضَّرعُ في النَّعَمِ
أنا الذي بيْ عِبادُ اللهِ قد سَجَدوا
لِربِّهِمْ في الرَّخا والعُسْرِ والظُّلَمِ
أنا الذي جعلَ الرحمنُ بيْ سَكَناً
جوفَ القلوبِ لَدَى الزوجينِ والرَّحِمِ
أنا أنا … إنَّما شُوِّهتُ بينَكُمو
وظُنَّ أهلُ الهَوى أهلي ومِن أُمَمي
لكنَّني من بيَ الرحمن تَعرفُهُ
أنقى القلوبِ لدى الأعرابِ والعجَمِ
وبيْ تَفتَّحَ زَهرُ الروضِ وانفَتَقَتْ
أَشهَى الثمارِ وغَنَّى الطيرُ بالنَّغَمِ
وبِي تَضَوَّعَ أزكى العِطرِ وانْغَمَرَتْ
روحُ الوليدِ بِحُبِّ الأهلِ في نَهَمِ
وسارَتِ الناسُ نَحوَ البيتِ مُذعِنَةً
وحَنَّتِ الروحُ للتِّطوافِ في الحَرَمِ
وسالتِ العينُ أشواقاً بأدمُعِها
وعاشَتِ الناسُ في سِلْمٍ وفي نِعَمِ
أنا التقيُّ النَّقِيُّ المزدَهي بِصَفا-
-ءِ النورِ والخيرِ والإعباقِ والنَّسَمِ
ولستُ بالشهوةِ السوداءِ يَحمِلُني
أهلُ المعاصي وأهلُ السُّوءِ في الشِّيَمِ
ولا الهوَى لِذَوِي الأهواءِ قاطبَةً
ولا أَفيضُ بغيرِ الطُّهرِ مِن دِيَمِي
فقلتُ : يا حُبُّ .. عُذراً كم رُمِيتَ بِما
قالوا ، وأنتَ بِشَرعِ اللهِ كالعَلَمِ
فالحُبُّ يا قَوم مِن أسمَى مَبادئنا
والحُبُّ في شَرعِنا مِن أنبلِ القِيَمِ
————
✍🏻
من مكة المكرمة
نسيبة توفيق العماني