الكاتبة/ سحر الشيمي،
sahar_shimi@
هي من حملتني وتحملت عني ، من رعتني وراعتني ،
كنت طفلها المدلل ، والشاب المفضل المعزز، المكرم بين شباب العالم ، وشيخها الموقر بين الشيوخ ،
تدافع عني من الأعداء . تضمني تحت جناحيها بحنان ،
وكأنها حمامة السلام ،لا تسمح أن يمسني ضر أو أذى من أي كائن انس ، دابة ،داء أو حتى عدو يدس لي السم في الطعام ، هي الأبية الشامخة تتصدر كل وسائل الدفاع لحمايتي وأمني .
وان عصاني الوقت وأمرضني، واشتد الكرب وآلمني ،تواسيني وتدعمني ، وتسهر عينها الغالية لترعاني وتحرسني ، وهاهي اليوم تعيش معي جائحة كورونا التي هددت العالم وشتت الأسر في كل الكون ،
وقطعت يد العون، في أغلب الدول وتخلى فيها القريب والبعيد بكل اللغاتِ والمِلَلْ ،
هي وحدها من لمت شمل أبنائها من بين الأمم من مهاجر ومبتعث ومسافر لأغراض أخر ، وبنت حصنا متينا ، لأبنائها بالعزل وتوفير المؤن .
وأثبتت للعالم أنها أجدر وأغلى وطن ، وأنها تستحق التضحية بأغلى ما يملك ساكنها من مواطن أومقيم أو ساكن . عندما نادت العالم في قمة يسجلها التأريخ بماء الذهب ، مضمونها ، (قيمة روح الانسان لا تقدر بثمن ).
إنها بلدي التي أثبتت دور ينافس دور الأب والأم ، في وقت تخلى فيه ولاة عن أبنائهم وأقرب من لديهم وباعو أرواحهم بأرخص الأثمان وهدرو قيمة الإنسان ، و قدموا عليه الدرهم والدينار ؟!! .
مملكتي اليوم ارفع رايتك التي لا ينكس رأسها بين كل الأعلام، لأنها تحمل كلمة التوحيد و بياض الأمن والسلام و تسطر بأخضرها الخير والعطاء لأخبرهم اليوم أنها بدت وثيقة واضحة للعيان ،تشهد براءة المملكة من كل اتهام لحقوق الإنسان ولتكن سوطا للحق يضرب كل بنان وتخرس كل لسان ،تعدى على سيدة الأوطان .
دمت يا مملكة العز أبية شامخة بين الأوطان ،
يا تاجا تألق بفخر على رؤسنا مدى الأزمان ؟
أقولها بلسان قلبي وفعلي وبصوت يصدح في أرجاء العالم ويزلزل الأركان ، ترخص لك الروح ياوطني ، وسنكون دونك بالسيف والقلم ، ما دام النبض في عروقنا يجري فأنت من يستحق التضحية بالنفس والحب الأبدي .