القلب محل نظر الله من العبد، وهو الذي إذا صلح صلح الجسد كله، وإذا مرض وفسد فسد الجسد كله، والقلب محل معرفة الله ومحبته وخشيته، وخوفه ورجائه، ومحل النية التي بها تصلح الأعمال وتقبل. قال صلى الله عليه وسلم: (إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَإِنَّمَا لكُلِّ اِمْرِئٍ مَانوى ) تختلف قلوب الناس باختلاف أجسامهم، وباختلاف مزاجهم وتربيتهم ونفسيتهم، لأنّ كل هذه الأمور تؤدي إلى أحاسيس يتجاوب معها القلب بطرق مختلفة
قال الله تعالى:( يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ ، إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ). وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أَلاَ وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ أَلاَ وَهِي الْقَلْبُ).
واعلى منزلة عند الله هو القلب الطيب الذي يحب في
الله ويحب لله ويسامح دائما وفيه متسع للجميع ويتمنى
الخير للناس جميعا ، وصنفت القلوب الى عدة اصناف القلوب الصحيحة،القلب المنيب ،القلب المطمئن
وأما صنف القلوب الميتة والمريضة هي قلوب حاسدة
وقلب حقود مظلم ،وهناك القلوب الماكرة،والقلب الاثم ،والقلب الغليظ ،والقلب الأعمى ،والقلب الزائغ ،والقلب المرتاب ،والقلب المنافق،والقلب المصروف عن الحق ،والقلب اللاهي ،والقلب المريض ،
والقلب المغمور اي الجاهل ،والقلب الذي لايفقه ، والقلب الذي لايعقل ،والقلب المشمئز ، والقلب المرعوب ،والقلب المغلف ، والقلب المختوم ، والقلب الذي عليه ران ،والقلب القاسي ،والمكنون ،والقلب المقفل ،والقلب المطبوع ،والقلب المنكر .والقلب المغمور،والقلب المريض ،والقلب الزائغ
،والقلب المحسور عليه ،و القلب المفرَّق. قال تعالى: ﴿ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شتى ))
وجعلوا تسمية القلب من التقلب. وفي صحيح مسلم يقول النبي – صلى الله عليه وسلم-:”بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا، وَيُمْسِي كَافِرًا، أَوْ يُمْسِي مُؤْمِنًا، وَيُصْبِحُ كَافِرًا، يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا”.
وهذا يستوجب أن يكون المسلم حريصا على قلبه من كل شائبة تحيده عن الاستقامة، مسيجا له من أدواء المعاصي، وأمراض الذنوب والخطايا ::
وحين نرجع إلى القرآن الكريم، نجد أن ربنا تبارك وتعالى يذكر ثلاثة أنواع من القلوب وهي: القلب السليم، والقلب الميّت، والقلب المريض، ولا يخلو إنسان من أن يملك واحدا من هذه القلوب الثلاثة.
وتتجدد الحياة بالدعاء وتطمئن كل القلوب بالابتهال والخشية من الله والمحافظة على الصلاة والاكثار من الاذكار والصلاة على النبى محمد صلى الله عليه وسلم
(اللهمَّ إني عبدُك وابنُ عبدِك وابنُ أَمَتِك ناصيتي بيدِك ماضٍ فيَّ حكمُك عَدْلٌ فيَّ قضائك أسألُك بكلِّ اسمٍ هو لك سميتَ به نفسَك أو أنزلتَه في كتابِك أو علَّمتَه أحدًا مِنْ خلقِك أو استأثرتَ به في علمِ الغيبِ عندَك أنْ تجعلَ القرآنَ ربيعَ قلبي ونورَ صدري وجلاءَ حُزْني وذَهابَ هَمِّي).
ليلى حكمي