تتسم العلاقات الكشفية بين جمعية الكشافة العربية السعودية، والكشافة الأمريكية Boy Scouts of America، بعلاقات متينة متنامية شهدت في العقود الأخيرة تطوراً ونماءً في عددٍ من المجالات الكشفية بتبادل الخبرات في التدريب والتأهيل الكشفي وتبادل الزيارات والتعرف على ثقافة كل بلد، ومشاركة كل منهما في المناسبات التي يستضيفها أو ينظمها الطرف الآخر، ولعل من أهمها مشاركة الكشافة الأمريكية في مخيمات رسل السلام التي نظمتها الكشافة السعودية أعوام 2006، و 2011، و 2019 ، ومشاركة الكشافة السعودية في الجامبوري الكشفي العالمي الـ 24 الذي استضافته الكشافة الأمريكية عام 2019 في محمية سوميت بيكتل في ولاية فرجينيا الغربية، والذي يأتي تتويجاً للاتفاقية الثنائية للتعاون المشترك بين كشافة البلدين، التي وقعت عام 1429هـ بالرياض، والتي جعلت العلاقات تشهد تطوراً ملحوظاً، وتدفع بها نحو آفاق أوسع حقق للكشافة السعودية أهدافها بنشر الحركة الكشفية، وتشجيعها، وتنظيمها في أنحاء المملكة، والمساهمة في تهيئة النشء، وتوجيه الشباب وإعدادهم خلقياً وثقافياً واجتماعياً، وتنمية الشعور بالواجب نحو الله – جل شأنه – ثم الملك والوطن، وتعزيز الروابط بين الكشاف السعودي والكشاف الأمريكي، كما ساهم في تحقيق الكشافة الأمريكية لأهدافها بإعداد الشباب لاتخاذ خيارات أخلاقية ومعنوية على مدى حياتهم من خلال غرس قيم وعد الكشافة وقانونها، وتدريب الشباب على المواطنة المسؤولة، وتنمية الشخصية، والاعتماد على الذات من خلال المشاركة في مجموعة واسعة من الأنشطة الخارجية، والبرامج التعليمية، وفي المستويات العمرية الأكبر، والبرامج الموجهة نحو الحياة المهنية بالشراكة مع المنظمات المجتمعية، مما يمكننا بوصفه بالعمل الشبابي الكشفي السعودي الأمريكي المشترك الذي أدى إلى تحقيق التواصل بين الكشافة بين البلدين، وتشجيع العمل المشترك في المحافل الدولية والترشيح للمناصب القيادية الكشفية العالمية، ودعم كل جهة للأخرى في الاستضافات، وتشجيع تمكين الشباب ومنحهم الفرصة في اتخاذ القرار، وتقييم وتطوير البرامج والأنشطة الكشفية المختلفة، وتبادل الثقافات في التعرف على العادات والتقاليد والموروث الشعبي الثقافي لكل بلد من البلدين الصديقين، وصولاً الى توجه يُحدد المبادئ والمرتكزات والمنطلقات التي تقوم عليها الحركة الكشفية منذُ تأسيسها عام 1907 على يد مؤسسها اللورد روبرت ستيفنسون سميث بادن بأول، برسم توجهات العمل المشترك ومساراته وتصوراته حتى تحقيق المرجو والمبتغى من ممارسي العمل الكشفي التطوعي بوجود أطر وهياكل واختصاصات موحدة فيستفاد من الخبرات الكشفية السعودية كمثال في إدارة الحشود خلال موسم الحج ، وإدارة الأزمات في مواجهة فايروس كورونا، والتأهيل القيادي، ومن الكشافة الأمريكية التي تُعد واحدة من أكبر المنظمات الشبابية في الولايات المتحدة حيث تضم أكثر من 2.4 مليون عضو من الشباب وما يقرب من مليون متطوع من الكبار، في جانب تنمية العضوية، وإدارة التجمعات الكبرى، والإعلام والاتصال ، ولعل تجربة ” الزائر الدولي” التي نظمتها وزارة الخارجية الأمريكية مع مركز المرديان الدولي، تأكيد على أهمية تبادل الخبرات حيث أتى هذا البرنامج الذي نُفذ أربع مرات مابين أعوام 1429هـ إ- 1434هـ ، بالعديد من الفوائد على الكشافة في البلدين واسهم في تطوير العمل الكشفي بالمملكة وأمريكا، حتى أنه بعد هذا البرنامج بالذات سارت العلاقات الكشفية السعودية الأمريكية بوتيرة متسارعة ومتطورة دعمتها الاتفاقية الموقعة بين الجمعيتين من الشباب الذين يعول عليهم في بناء مجتمعاتهم بوصفهم أساس التنمية في كل بلد وهم قوتها ومستقبلها ، ومؤسسو نهضتها الراسخة القادمة، حتى تتحقق المُساهمة في تهيئة النشء، وتوجيه الشباب وإعدادُهم خُلُقيًّا وثقافيًّا واجتِماعيًّا، وتنمية شعورِهم بالواجِب عليهم وخدمة مجتمعاتهم حيث تلعب الحركة الكشفية دورًا مهمًا في صقل الشباب وتنميتهم، لينعكس ذلك على فكرهم وسلوكياتهم بحيث يُؤثر ذلك إيجابًا على حياة منتسبي أفراد الحركة الكشفية مما يؤدي إلى رفع كفاءة الأداء لكشافة البلدين، وزيادة الفرص وأيضًا زيادة الإنتاج والتأثير، وذلك من خلال العديد من البرامج والأنشطة والفعاليات التي قدمت لهم وحصلوا من خلالها دعمًا معنويًا أو ماديًا أو دعمًا لوجستيًا في إنجاح البرامج المختلفة، ليترجموا بعد ذلك نتيجة هذا الاستثمار في المجتمع سواء السعودي أو الأمريكي.العلاقات الكشفية السعودية الأمريكية