مقالات مجد الوطن

فن إدارة المشاعر و التحكم في العواطف

 

المشاعر و الانفعالات ،جزء أساسي من حياتنا اليومية ،
و بعض الأحيان نعيش علاقة مليئة بالخلافات ،والمشاعر السلبية ،مع الأزواج أو الأصدقاء أو الأخوة ..

تتراوح هذه المشاعر ، بين المد والجزر والتجاذب والتنافر ،

إذا كنت تمر بعلاقة صعبة ،و تشعر أنك تريد ترميمها ،هناك مجموعة من الأسئلة ، ستجعلك تنتبه على تفاصيل دقيقة ،قد تساعدك على رؤيتها من زاوية مختلفة :

_لو وقفت من بعيد أراقب هذه العلاقة .. ماذا سألاحظ ؟
_ماهي الرسائل و المشاعر التي أبعثها بشكل مستمر من خلال تصرفاتي و لغة جسدي وقت احتدام المشاكل ؟
_ كيف أقف عائقاً في وجه ازدهار هذه العلاقة ؟
_ كيف تؤثر نشأتي
و طفولتي على تعاملي مع الشخص الآخر ؟
_ ماهي الأفكار و المعتقدات التي تتحكم بالطريقة التي أرى العلاقة و تتحكم بردود فعلي ؟
_ ماذا سيتغير في علاقتك لو تخليت عن بعض الاعتقادات التي تؤثر سلبا عليها ؟
_ هل ألعب دور الضحية ؟
_ هل أعبر بوضوح عن احتياجاتي ؟
_هل أتواصل بشكل فعال ؟
_ من أكون في هذه العلاقة ؟
مثال : متفهم ، مرح ، مستقل عاطفيا ، أو مساند .
_ ماذا يمكن فعله بشكل عملي لجعل العلاقة أفضل ؟

إدارة المشاعر هي القدرة على إدراك المشاعر الذاتية ، و تقبلها . و أيضاً فهم مشاعر الآخرين ، و السيطرة عليها بنجاح .

و يمكن تعريف إدارة المشاعر بأن تقود مشاعرك بدلا من أن تقودك …..

إن تقبل الآخر رغم اختلافه ومحاولة التعايش معه يكسبك مرونة نفسية عالية، تنعكس عليك إيجابا .

كيف تدير مشاعرك وانفعالاتك؟
– صف مشاعرك بكلمات، وجد الباحثون أن التعبير عن المشاعر في هيئة كلمات يساعد على ضبطها وتنظيمها. – فكر في مصدر مشاعرك، وسببها، فكثيرًا ما تحجب المشاعر السطحية والأسباب المباشرة، مشاعرنا الأعمق، والمسببات الحقيقية لها، لذا أعطِ نفسك فرصة التفكير المتأني في حقيقة مشاعرك .

استراتيجيات من أجل التحكم في المشاعر :
نحن مخلوقات عاطفية. من الصعب علينا ، كبشر ، ألا نكون عاطفيين ، و أنه من الجيد أن نتواصل مع عواطفنا وألا نقمعها ، إلا أن هناك مواقف يتعين علينا فيها بطريقة ما ،التحكم في المشاعر الخاصة بنا جيدًا خاصة في المواقف التي نمر بها .

إذا كنت تشعر بالكثير من الغضب ،أو كنت غارق في الحزن، يمكن أن تساعد مهارات تنظيم المشاعر في تقليل شدة تلك المشاعر غير المريحة ومدتها.

– حدد كيف تشعر :
يساعدك التفكير في شيء مثل “أنا قلق الآن” أو “أشعر بخيبة أمل” في توضيح ما يحدث لك، وفهمه على النحو الصحيح.
– حدد إذا كانت مشاعرك مفيدة أم غير مفيدة :
*مفيدة * على سبيل المثال ؛ القلق، القلق مفيد عندما ينبهك إلى الخطر، إذا انطلقت أجراس إنذار القلق عندما تكون في موقف غير آمن مثل وقوفك على مقربة شديدة من حافة منحدر، فمن المحتمل أن تستجيب بطريقة تجعلك أكثر أمانًا،في هذه الحالة يكون قلقك مفيدًا.
أما إذا كنت تتجنب إلقاء خطاب من شأنه أن يعزز حياتك المهنية لأن التحدث أمام الجمهور مثير للقلق فإن قلقك لن يكون مفيدًا،
– جرب مهارات التأقلم الصحية :
تساعدك مهارات التأقلم الصحية على تجاوز المشاعر الصعبة،وتساعد في تهدئة جسمك أو تحسين مزاجك، تتضمن أمثلة مهارات التأقلم الصحية ،القراءة أو الكتابة أو الاستحمام أو الاستماع إلى الموسيقى أو قضاء الوقت في الطبيعة أو الاتصال بصديق.
– احتضن ما تشعر به
أفضل شيء يمكنك القيام به، قد يعني ذلك الاعتراف بما تمر به،إن تجاهل المشاعر أو عدم تقبلها يساعد على تفاقم الأمر.
عندما تشعر بالغضب على سبيل المثال قد تظل أفكارك مركزة على السلبية، وقد تواجه ردود فعل فسيولوجية مثل زيادة معدل ضربات القلب، فقط احتضن ما تشعر به وتقبله حتى يمر.
– أعد صياغة الأفكار غير المفيدة :
احترس من الأفكار غير المفيدة ،التي تغذي مشاعرك غير المريحة،
أعلم أن شيئًا سيئًا سيحدث ، عندما تجد نفسك تفكر في أفكار غير مفيدة ، خذ دقيقة لإعادة صياغتها، يمكن تطوير عبارة بسيطة لتكررها لنفسك مثل “هذا غير مريح ولكني بخير وجميع “.. وجميع الأمور حتمًا ستمر .

من المهم ملاحظة أن كلمتي ” ضبط ” و ” إدارة “تختلفان عن قمع المشاعر ،فنحن نحتاج إلى المشاعر الايجابية لنزدهر ،و لكننا نحتاج أيضاً إلى تقبل و تفهم المشاعر الصعبة لأنها جزء من الحياة، فإذا أدرناها بشكل جيد، فإنها تساعدنا على النمو والاستقرار النفسي .

و في الختام إذا عانى شخص ما من يوم سيئ، فإنه قد «ينقل» مزاجه السيئ إلى أصدقائه مما يؤدي إلى العديد من المشكلات و يصعب الحياة و يفسد الأوقات
و يفسد العلاقات الاجتماعية
و أيضاً قد يؤدي لخسارته لأغلى الأشياء في حياته فتعلم إدارة المشاعر و الانفعالات .

ندى فنري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى