هناك العديد من السلوكيات التي على المؤمن الصالح، أن يأتي بها وقد وردت في الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة منها :
الدعوة إلى السلام، والتحية والمقابلة بالمعروف ، وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها وخير الناس الذي يبدأ بالسلام ..
خير المتلاقيين الذي يبدأ بالسلام ..
ولا يجوز التهاجر فوق ثلاث .
في السلام مودة وصلة، وفي ترك السلام بعد ووحشة، فالسلام يجلب السلامة والمحبة والألفة والصلة والتعارف ومصالح كثيرة، والتهاجر وترك السلام يسبب مشاكل كثيرة، ولهذا قال في الحديث الصحيح عليه الصلاة والسلام:
والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم.
يقول عليه الصلاة والسلام من الخصال التي هي من حق أخيك عليك :
إذا لقيته فسلم عليه،وإذا صادفك في الطريق تقول:
السلام عليكم، وهو يرد :
قال تعالى ( وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا ) فإذا قلت: السلام عليكم، وجب أن يقول:
وعليكم السلام، فإذا زادك وقال: ورحمة الله صار أفضل منك، زادك خيرا، وإذا قال:
وبركاته، كان أفضل وأفضل.
و في كتاب الله العزيز
و هو القرآن الكريم حقوق كثيرة للمسلم على آخيه منها :
المناصحة والبيان والإيضاح لأخيك سرا بينك وبينه .
المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا، فأنت تألم لأخيك وهو يألم لك، وتسر لأخيك وهو يسر لك، تعينه ويعينك، ترشده ويرشدك، تشفع له في الخير ويشفع لك، هكذا المؤمن مع أخيه،
الحديث يقول عليه الصلاة والسلام:
المؤمن مرآة أخيه المؤمن فأنت مرآة لأخيك وهو مرآة لك، إذا رأيت شيئا يشينه نبهته برفق وحكمة وإظهار المودة والنصح حتى يزيل ذلك الشيء الذي يشينه وينقصه، وهو كذلك إذا رأى فيك ما يشينك نبهك بلطف ورفق ومحبة وعدم عنف حتى تزيل ما يشينك وما يقدح فيك من أخلاق وأعمال، فهذا كله من معنى الحديث:
المؤمن مرآة أخيه المؤمن لا ترى العيب في أخيك وتسكت، ولا يراه ويسكت، ولكن كل واحد ينبه أخاه مع الرفق، ومع الحكمة، ومع النصح، وعدم الغلظة والعنف، ولاسيما في السر، فإن السر أنفع.
لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه هذا حديث جامع من جوامع الكلم، يدل أن عليك أن تحب لأخيك المسلم ما تحبه لنفسك من الخير، وعليك أن تكره له من الشر ما تكرهه لنفسك، فكما تحب لنفسك العلم النافع والصحة والغنى والستر تحبه لأخيك، وكما تحب لنفسك الزوجة الصالحة والأولاد الصالحين تحب ذلك لأخيك، وهكذا.
إذا احببت أحدا فاخبره ليعلم..وكررها ليطمئن…واعمل بها ليوقن” كان النبى صلى الله عليه وسلم يقول : “إذا أحب أحدكم أخاه فليعلمه أنه يحبه وفي هذا الحديث يقول النبي صلى الله عليه وسلم
” إذا أحب الرجل أخاه فليخبره أنه يحبه “، لأن بهذا يزيد الود والقرب بينهما، كما قال في رِواية أُخرى موضِحًا: “فإنه أَبقى للألفة وأثبت للمودة ، وهذا إذا أحب أحد المسلمين محبة خاصة غير محبة المؤمِنين العامة ومن ثمرات ذلك أنه إن نصحه لخطأ فعله كان أقرب لسماع تلك النصيحة له من غيره فالأمر عندما يَأتي من محب أقرب لقبوله وظهور نيته الحسنة ممن علم حسده وعداوته .
في النهاية قيام المسلم بعباداته أمانة، والحقوق المترتبة على كل من الزوج والزوجة أمانة، وتربية الأبناء أمانة، ورد الأشياء إلى أصحابها أمانة، وحفظ أسرار الغير أمانة، والعهود حقوق يجب تأديتها، وأعظهما عهد العبد بينه وبين ربه كما وتعتبر خيانة الأمانة علامة من علامات النفاق؛ فقد قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (أَرْبَعٌ مَن كُنَّ فيه كانَ مُنَافِقًا خَالِصًا، وَمَن كَانَتْ فيه خَلَّةٌ منهنَّ كَانَتْ فيه خَلَّةٌ مِن نِفَاقٍ حتَّى يَدَعَهَا: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وإذَا عَاهَدَ غَدَرَ، وإذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وإذَا خَاصَمَ فَجَرَ).
ندى فنري