سنة هجرية جديدة
كل عام و أنتم بخير
و صحة و عافية .
الأول من شهر المحرم،
الحالي 1445 / الموافق
الأربعاء 19 أغسطس
2023 ، هو بداية التقويم الإسلامي ،وترمز هذه المناسبة إلى بداية سنة جديدة يتم بها تذكر هجرة الرسول محمد من مكة إلى المدينة المنورة التي أستُقبل بها بالترحيب.
لا شك أن للهجرة دروس لا تعد و لا تُحصى و من الدروس المستفادة من الهجرة؟
– وجوب التوكل على الله واليقين بأقداره
– حسن التخطيط من خصال المؤمن القوي
– اختيار الصديق الصدوق من سداد الرأي
– حسن أداء الدور يؤدي إلى نجاح المهمة
– الثبات وتحمّل الصعاب من أساسيات الوصول للهدف
– الصبر واليقين بالله سر الوصول للأهداف .
و تعتبر الهجرة من أعظم الوسائل المكفرة للسيئات و أنها سبب لمغفرة ذنوب أهلها
فقد وعد الله – سبحانـه وتعالى – الَّذين نالوا أفضل الإيمان، والهجـرة، والجهاد في سبيل الله بأموالهم، وأنفسهم أعظم الدَّرجات عند الله. قال تعالى: ﴿الَّذِينَ آمنوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ ﴾
ومن النعم التي أعدها الله – سبحانه وتعالى – للمهاجرين الجنَّةُ، والخلود فيها.
قال تعالى: ﴿الَّذِينَ آمنوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ * يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ * خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ
و من أعظم الدروس المستفادة من الهجرة للمسلم الذي يعيش في بلاد الإسلام هي هجرة المعاصي والذنوب إلى طاعة الله تعالى، والتوبة النصوح والندم على ما فرط في حق الله تعالى، وحق رسوله صلى الله عليه وسلم، وحق نفسه وحق إخوانه المسلمين؛ قال الله تعالى: ﴿ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ ..
هناك عبر و دروس من الهجرة منها الصحبة الصالحة؟
فالدرس الذي نستنبطه من دروس الهجرة المباركة هو الصحبة الصالحة، الصحبة النقية ، الصحبة الخالصة لله – تعالى – لذلك النبي – صلى الله عليه وسلم – يُوصي أمته في الحديث الذي أَخرجه أبو داود، والترمذي: ((لا تُصَاحِبْ إلا مُؤمِنًا، ولا يأكُلْ طَعَامَكَ إلا تَقِيٌّ))
من دروس الهجرة أيضاً التوكل على الله؟
التوكل على الله هو الاعتماد عليه، وتفويض الأمور إليه، قال ابن عباس: “التوكل هو الثقة بالله، وصدق التوكل أن تَثِق في الله وفيما عند الله، فإنه أعظم وأبقى مما لديك في دنياك
و التخطيط؟
إنَّ الهجرة إلى المدينة سبقها تمهيد ، وإعداد ، وتخطيط من النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان ذلك بتقدير الله تعالى، وتدبيره، وكان هذا الإعداد في اتجاهين : إعداد في شخصية المهاجرين، وإعداد في المكان المهاجَرِ إليه .
من أبرز القيم التى أكدتها الهجرة المباركة هى المواطنة والتعايش السلمي؛ حيث قدم النبى صلى الله عليه وسلم المدينة وبها العديد من الطوائف، فوضع النبى صلى الله عليه وسلم وثيقة المدينة لترسيخ مبدأ المواطنة والتعايش السلمي.
و في النهاية تُعرف وكالة الهجرة التابعة للأمم المتحدة (IOM) بأن المهاجر أي شخص ينتقل أو انتقل عبر حدود دولية أو داخل دولة بعيدًا عن مكان إقامته المعتاد ، و أنواع الهجرة:
– الهجرة الخارجية Immigration.
– الهجرة الداخلية Migration.
ومن أسباب الهجرة
– الهرب من مناطق النزاع
أو العوامل البيئية مثل :
_ الفقر
_البحث عن مستوى معيشي أفضل
_الاحتياجات الشخصية
_الدراسة والتعليم
علينا أن نتفخر بأن بعد الهجرة ، اجمتعت كلمة العرب وارتقى شأنهم، فبعد أن كانوا أُمماً متفرّقين جاء الإسلام ووحّد كلمتهم وألّف بين قلوبهم، وأعزّهم وأكرمهم، وأخرجهم من ظلمات الجهل والضلالة، إلى أنوار العلم والهداية، وكانت مشكاة هدي النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- تُطِل برونقها الرباني ، بما فيها من فيض الحكمة والرشاد.
ندى فنري
أديبة / صحفية
