يتميز شهر رمضان بأنه شهر يعلم ضبط النفس، و هي مهارة أساسية في التعامل مع الضغوطات و المشاعر السلبية …
فالصيام يقلل من التوتر والقلق، و يعزز الشعور بالهدوء و السكينة،و الانتماء إلى الحياة، و المجتمع و يشجع على التواصل مع الآخرين مما يعزز الشعور بالراحة النفسية.
اجتماع الأسرة في رمضان على الطعام في وقت واحد، و المشاركة بين أفراد الأسرة الواحدة و الصلاة في جماعة و الزيارات و الأسرية لهم تأثير إيجابي في تحسين الحالة النفسية و خاصة لمن يعانون من الوحدة فهذه الممارسات تكسر الحاجز بينهم و بين المحيطين بهم ..
كما لوحظ أن الصيام يعمل على التخفيف من حدة أعراض القلق
و الغضب و الأرق نتيجة استغلال الجسم لطاقته الداخلية في القيام بعملياته و وظائفه الحيوية..
الصيام له تأثير كبير على مرضى الأكتئاب فهو يحقق التوازن في هرمونات و مشاعر الصائم..
لماذا يشعر المسلم براحة نفسية في رمضان؟
يشعر المسلم براحة كبيرة أثناء أداء العبادات وقيام الليل و يشعر الصائمين براحة البال، و الصيام يقوي المناعة ضد الضغوط النفسية نتيجة مشاق الحياة وصعوباتها.
و يؤدب الصيام النفس و يحسن المزاج و هو وسيلة فعالة لإعادة شحن الدماغ وتعزيز نمو وتطور خلايا دماغية جديدة، وشحذ القدرة على الاستجابة للمعلومات من العالم المحيط.
كما تشير الدراسات إلى أن الصيام يجعل الدماغ أكثر قدرة على تحمل الإجهاد والتأقلم مع التغيير، و يمكن أن يحسن المزاج والذاكرة والقدرة على التعلم …
فالصيام يسهم في تقليل الجهد المبذول في هضم الطعام و الطاقة التي يحتاجها الجسم، و بالتالي يؤدي إلى مزيد من التركيز و الهدوء و يعزز عمل الدماغ و يؤثر على زيادة الذكاء، بالاضافة إلى تحسين الإدراك و الطاقة و النوم و المزاج ..لأن تجدد الخلايا العصبية، و الامتناع عن تناول الطعام لأوقات معينة يمكن أن يؤدي إلى تحسين الحالة المزاجية، كما أظهرت بعض الدراسات العلمية.
و في النهاية لرمضان أثر على سلوك المسلم فأنه يقوى الإرادة ويشحذ العزيمة، ويعود على النظام والانضباط و ينمي في المسلم عاطفة الرحمة والأخوة، والشعور برابطة التضامن والتعاون التي تربط بين المسلمين فيما بينهم، فيدفعه إحساسه بالجوع والعطش إلى أن يمد يد العون والمساعدة للآخرين الذين كانوا يقاسون مرارة الفقر والحرمان طيلة أيام السنة.
و إن اجتماع كافة المسلمين على صيام هذا الشهر والعبادة فيه، هو ما يحفز المسلم للاستمرار في العبادة ويدفعه نحو تغيير سلوكه وعادته و تغير السلوك من حيث الطعام والشراب والعبادة، وضبط النفس والتحكم بها، يتعلم المسلم أنه هو من يتحكم بنفسه لا شهواته …
ندى فنري
أديبة / صحفية