محمد الرياني
سالَ بعضُ دَمي ليشهدَ على حالةِ الفَرَحِ ويوقِّعَ على نتيجةِ السعادة .
صعدتُ إلى المختبرِ لأكتشفَ أن الإنسانيةَ تسمو لتسكنَ عندَ عبدالله البهكلي وزملائه في المختبر ، ظهرتِ النتيجةُ على وَجهِ البهكلي قبلَ أن أقرأَ ورقةَ التحليل .
إنه يومُ أربعاءٍ استثنائيٍّ جاءَ صافيًا مشرقًا كوجهِ السماءِ في هذا اليوم ، امتزجتْ عناصرُ الصحةِ في مركزِ الرعايةِ الأوليةِ بمخطط (٥) ، كان يومًا سعيدًا ولاشك ؛ فالدكتورُ وليد مُقري استشاري المركز أضافَ مساحةً رائعةً من الجمالِ وعبَقِ الحديث ، يقدمُ الاستشارةَ الطبيةَ على طريقةِ الكبار ، يمنحكَ لغةَ الاطمئنانِ والثقة ، تغادرُ عيادتَه على قدمين واثقتين ، تخرجُ من بابِ الرعايةِ بمخطط (٥) في جَوٍّ يعبَقُ بالعملِ ورُوحِ الفريقِ الواحد ، درجةُ الحرارةِ المرتفعةِ في هذا اليومِ لم تمنع من قراءةِ ملامحِ هذا المركزِ الأنيقِ الذي يسكنُ المدينةَ الأسطورةَ جازان ، في هذا المركزِ ممرضةٌ أديبةٌ تستلهمُ من لغةِ الطبِّ عناوينَ رائعةً لا يجيدُها إلا الأدباءُ وكُتَّابُ التاريخِ الناصع .
ليلى حكمي واحدةٌ من بناتِ هذا الوطنِ اللاتي يضمِّدنَ جِراحَ المرضى ببلسمٍ وطنيٍّ صنعوه من رؤيةِ الوطنِ وطموحِه .
ويبدو أنَّ في مركزِ الرعايةِ الصحيَّةِ بمخطط (٥) بجازان أكثرَ من ليلى وأكثرَ من مُقري وأكثرَ من بهكلي وسطَ منظومةِ عملٍ ترى أن التجمُّعَ الطبيَّ يجب أن يكونَ علامةً فارقةً في وطنٍ يستحقُّ أن نتفانى فيه ومن أجله .