أخبار محلية

تقرير مناقشة رواية (صباح ومساء) للروائي (يون فوسه) ضمن أنشطة بيت السرد في (صالون المشرافي الثقافي) بالدمام

 

مريم الحسن

 

 

ضمن أنشطة نادي بيت السرد بالدمام في صالون المشرافي الثقافي

تمت مناقشة رواية (صباح ومساء) للروائي (يون فوسة) مساء يوم الثلاثاء الموافق ٢٤ سبتمبر ٢٠٢٤ وذلك في تمام الساعة الثامنة مساء بحضور أعضاء بيت السرد وبعض المهتمين بالأدب.

بدأ النقاش بمقدمة من الأستاذة خولة المعيض وتلخيص للرواية والتعريف بالروائي يون فوسه وهو من أهم الكتاب العالميين وصباح ومساء أول رواية تترجم له إلى العربية وهي حاصلة على عدة جوائز وتقديرات «جائزة ملسوم الأدبية» 2001 و القائمة القصيرة لـ«جائزة النقاد النرويجيين الأدبية» · القائمة القصيرة لـ«جائزة المجلس الشمالي الأدبية «قصة بسيطة عن السؤال الأهم: معنى الحياة

وتحدثت بإيجاز الأستاذة خولة المعيض عن الرواية والراوي.

 

رواية الصباح و المساء

للكاتب – يون فوسه

 

الصباح و المساء

 

الحياة و الموت

 

لي ان أقول إنها رواية تجمع الشي وضده

تبدأ القصة بليلة ولادة “يوهانس” ساعات المخاض المؤلمة التي مرت بها ” مارتا” هذه المعجزة الإلهيه التي خلقها الله منذ خلق البشرية الأولى، ما نوع الزمن الذي اعتمدة الكاتب في روايته؟ لم يكن الزمن مباشرا ، لم يكن زمناً مقاسا من قبل البشر أي ذلك الزمان الذي له بداية و نهاية متوقعة.

أنه الزمن الإلهي المقدر لبدء حياة الإنسان على وجه الأرض ثم الزمن الذي تعيشه هذه الروح المكنونة في الجسد ليأتي اليوم الذي تغادره، تاركة الجسد بلا حراك بلا حراك أبدي.

 

كان الفصل الأول قصيرا لوصف ولادة ” يوهانس” ليأتي الفصل الثاني موت ” يوهانس” حياة يعقبها موت لتبدأ تفاصيل القصة بعد موت “يوهانس” .

التضاد في الآشياء المادية تكرر في أسلوب الكاتب:

” لما لو أنها تزن أكثر من وزنها بكثير و في الوقت نفسه كأن لا وزن لها” ص ٤٥

 

” حتى المنزل يبدو أثقل بطريقة ما كأنه متجذر في الأرض و في الوقت نفسه يبدو أخف كما لو كان على وشك أن يطير سابحا في أعالي السماء المفتوحة” ص ٤٧

وهكذا نجد في الرواية تلك الأشياء المتضادة التي أستخدمها الكاتب في روايته التي تحمل أيضا عنوان متضادا “صباح ومساء” من بين تلك السطور تقبع رمزية التضاد.

 

خلال قرأتي للرواية أستشعرت أسلوبا مختلفا عن باقي الروايات، و كأن رواية صباح ومساء للكاتب يون فوسه عباره عن مسرحية تحوي مشاهد منظمة لمفهوم فلسفي عميق، صراع أفكار ” أولاي” حوارة الداخلي مع النفس، الشك و التشكيك في مدى إيمانه لتفتتح الرواية بالولادة ثم الموت بعد عمرا عاشتة الشخصية الرئيسية، ليترك الكاتب السؤال المحير في ذهن القارئ، ماذا حدث ليوهانس ولماذا تلك الأشياء الغريبة تحدث معه؟

 

بعد ذلك قدم الأستاذ الشاعر وليد حرفوش ورقته متحدثا عن نقطه وردت في الروايه حيث ذكر المؤلف ان احد الشخوص قد عبر النهر ودخل في مرحله التلاشي وكانه انتقل الى حاله جديده تشبه حاله ما بعد الموت وعلى هذا علق الشاعر وليد حرفوش ان الكاتب ربما يكون متأثرا بالمثيولوجيات القديمه لا سيما المثيولوجيه اليونانيه التي تعتبر ان هناك نهرا يفصل ما بين الحياه والموت ولهذا النهر ضفتان ضفه على جانب الحياه وضفه على جانب الموت وعندما تنقل الارواح او التوابيت من ضفه الحياه الى ضفه الموت يكون الانسان قد دخل في مرحله ما بعد الحياه ودخل في عداد الموتى وحياه الاموات وربما استعان الكاتب بتلك المثيولوجيات القديمه ومزج بين ما هو واقعي وما هو خيالي وبين ما هو ادمي وما هو الهي حتى كانت تركيبه هذه الروايه الوجوديه التي ربما تعكس ثقافه الكاتب الخاصه

 

ومن ثم شرعت الأستاذة سهى الحسن بطرح ورقتها التي جائت بعنوان: ‏

رواية التضادات ( صباح ومساء ) .

( خلق وحياة وموت وتحلل ) .

ركز فوسة بروايته على حديث الذات في توضيح دورة الجنس البشري من كونه جنين إلى لحظة الموت بإطار فلسفي ودور الله ( في الكتب المقدسة ) في هذا المسار الروحي والنفسي حيث أشارت ابنته ( سيجنه ) بإحساسه بالوحدة لفقد زوجته ورفضه لموتها من خلال التقيء كل صباح ، مع ذكر جانب أجتماعي للأعراف المتوارثة في وطنه النرويجي كوجود الرجل في وقت ولادة زوجته نذير شؤم .

والثقالة في الرواية تعبر عن المشاكل التي يعاني منها كل فرد ومحاولة تخطيها بالإرادة.

ومضة :- في حديث الذات

———- عقل الإنسان وتفكيره والحوارات المستمرة مع الذات أما تجعله في حالة ضياع وشرود وتخبط فكري ، أو فهم أقرب لذاته ومتطلباته .

 

 

وفي ذكر بعض التفاصيل التي تتعلق بمحطات الرواية تحدث الكاتب الأستاذ عبدالوهاب الفارس عن تساؤلات الرواية العديدة عن الإنسان والحياة والموت التي يتركها الراوي بين يدي القارئ.

وقال نستطيع أن نقسم الرواية الى ناحيتين أولا الحدث وثانيا الفكرة والمضمون وقد أوغل في حديثه عن الموت والمسيحية.

ومن جانبها تحدثت الكاتبة رانيا عبدالله برؤيتها النقدية التي أرسلتها فيما بعد حيث قالت مابين (صباح ومساء) نعبر في هذه الحياة بين صباحٍ ومساء، تطوى حياتنا بجميع تفاصيلها وتجاربها واتساع أفقها أوضيقه مابين رمشة صباحٍ وغمضة مساء، وتكمن الحكاية، كل الحكاية مابين صرخة الصباح وصمت المساء!

(صباح ومساء) رواية للكاتب النرويجي (يون فوسه) بطابعٍ أدبيٍّ مميز، وفكرة تختلط فيها معانٍ وأفكارٍ عاطفية وفلسفية فريدة، وتكمن ميزة الرواية في انتقالها المدهش بين أول لحظات ل (يوهانس) في الحياة، إلى مابعد آخر لحظاته خلال الصباح والمساء!

ومابين الولادة والمشيب قد تُروى حكايات وتكتب روايات لكل ما مر بينهما؛ لكنك هنا أمام عملٍ أدبيٍّ وضع أصبعه تحديدًا على اللحظات الأولى والأخيرة فصنع منها رواية تختصر فلسفة حياة الإنسان بكافة تعقيداتها وبديهياتها!

تمضي في قراءة (صباح ومساء) وأنت بين التخمين والحيرة هل بطلها طيفٌ يلتقي أحياء؛ أم أنه حيٌّ يمضي بين أطيافٍ راحلة؟! وهذا ما أضفى على الرواية متعةً وعمقًا إضافيين.

يمضي الناس في هذه الحياة وهم يحملون أسماءً وتجارب مختلفة، قد تكون معقدة وكثيفة الأحداث، وقد تكون بسيطة وعادية كحياة يوهانس، لكنهم جميعًا يبدأونها بصرخة مسبوقة بألم، وينتهون منها بصمتٍ متبوعٍ بالدموع!

كان أسلوب الرواية متميزًا وعميقًا في تصوير المشهدين الأول والأخير، مملًا أحيانًا في المنتصف، تولى الراوي العليم فيه سرد التفاصيل، ونقلته المترجمتان كما هو موضحٌ في الصفحات الأولى والأخيرة (بأمانة).

ولن أخفي انزعاجي من بعض تكرار العبارات التي ربما تحمل روح اللغة النرويجية، ولكني كنت أتساءل: هل كان التكرار من أسلوب الكاتب فكان لزامًا على المترجم وضعه؟ أم أنه ضرورة لغوية نرويجية، وبذلك نُقل حفاظًا على روح اللغة؟

كان هناك شيءٌ من التكرار السردي أيضًا في الحوارات وبعض السرد مما أثقل سلاسة القراءة ومتعتها بالنسبة لي؛ لكنه في بعض المواضع كان حتميًا لتميل الزاوية قليلًا في رؤية (يوهانس) للأحداث والتي يميل معها القارئ ببطئ فتدهشه فكرة الرواية، ويصفق لمهارة الراوي!

 

تبدو الرواية بسيطة أثناء قراءتها، لكنها تترك أثرًا مختلفًا وعميقًا عند إتمامها، تحملُ تساؤلات عديدة عن الإنسان يتركها الراوي مفتوحة بين يدي القارئ والحياة…

أتت الرواية في 130 صفحة شغلت الولادة ربعها تقريبا، بينما شغل الموت الثلاثة الأرباع الأخرى، وربما كان ذلك مقصودًا، فالولادة انبثاق نحو الحياة بخفة، بينما يسحب الموت بساط حياة الإنسان ببطء بعد أن حمل ماحمل أثناء رحلته فيها!

 

 

 

ودار النقاش في جو من التفاعل والمتعة اللا محدودة والإنسجام الكامل بين الأعضاء والعضوات في مناقشة قضايا الرواية من النواحي الفنية والرقمية والإنطباعية ، وقد أتاحت مديرة الجلسة الأستاذة خولة معيض مجال المداخلات خلال اللقاء إضافة لما تمت مناقشته من أوراق ، فكان لذلك أكبر الأثر في توسيع المدارك وإثراء الفكر وتبادل وجهات النظر في رواية عالمية متميزة وحائزة على عدة جوائز.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى