مقالات مجد الوطن

مشكلة الكذب السلوكية لدي الأطفال

 

الكاتب / محمد عبدلله ال عباس

الكذب هو طريقة الطفل لإنكار فعل ما يمكن أن يعاقب عليه، أو أن يعرض قصة غير حقيقية لهدف ما عند الطفل كخوفه علي سبيل المثال من العقاب، أو لفت انتباه من حوله من الأخرين، أو غيره. ونلاحظ أن درجات الكذب تختلف من طفل للأخر، بمعنى أن الطفل لا يلجأ للكذب إلا في أوقات بسيطة خوفاً من الأخرين، لكن على الجانب الأخر نري ان هناك أطفال يتعمدون الكذب في أغلب المواقف اليومية التي يمرون بها حتى بدون وجود داعي لهذا السلوك، وهنا تبدأ واحدة من أكبر مشكلات الأطفال السلوكية.

*بعض أسباب مشكلة الكذب السلوكية لدى الأطفال:*

ومن أشهر الأسباب وراء مشكلة الكذب عند الأطفال، فقدان الطفل لشعور الأمان داخل الأسرة، وقسوة الوالدين في التعامل مع الطفل، وعدم استقرار العلاقة بين الوالدين، وكذلك اتباع أساليب العقاب الشديدة، وأيضًا محاكاة الطفل للمحيطين به، ورغبة الطفل كذلك في جذب انتباه الأخرين كما أسلفنا، وأيضًا الرغبة في الحصول على مكاسب من خلال الكذب، وفي بعض الأحيان يكون بسبب صعوبة التمييز بين الخيال والواقع لدى الطفل.

*بعض طرق علاج مشكلة الكذب السلوكية عند الأطفال:*

ومن الأشياء التي تساعد في تعديل سلوك الطفل على التخلص من مشكلة الكذب، توجيه الطفل وتفهيمه خطورة الكذب بالطريقة المناسبة لعمره والتعامل بلطف معه وتجنب اتهامه المستمر بالكذب، وكذلك استخدام وسائل العقاب الصحيحة والمناسبة لعمره في حالة تكرار الكذب ومحاولة معرفة السبب الرئيسي وراء المشكلة وذلك بإشراك الطفل في حل المشكلة من خلال البحث عن الحلول المناسبة لمشكلة الكذب ودوافعه ، الكف عن العقاب المؤذي نفسيًا وجسديًا، أيضًا إبعاد الطفل عن الأطفال كثيري الكذب، ومن المهم جدًا تلبية حاجات الطفل بالعمل على إشباعها من الناحية الاجتماعية والنفسية، كالحب والانتماء لتقليل دافعه إلى الكذب، وذلك باستخدام التعزيز الإيجابي بتعزيز الطفل عندما يكون صادقًا وتشجيعه على ذلك، أيضًا قم بتعزيز جوانب الصدق والأمانة بتشجيع الطفل على هذه السمة والاستمرار على ذلك، وعلمه كيفية التعامل مع المشاكل دون اللجوء إلى الكذب، كذلك القيام بمساعدة الطفل على فهم أهمية الصدق بالشرح للطفل لماذا من المهم قول الحقيقة، وأنه ليس مجرد أمر أخلاقي بل يعزز الثقة والمسؤولية الشخصية لديه.

*ختامًا*

يجب أن نعلم أن مشكلة الكذب السلوكية لدى الأطفال قابلة للتعديل ولكن إذا لم نتمكن من تعديل هذا السلوك لدي الطفل فعلينا استشارة أحد المتخصصين في العلاج الاجتماعي الأسري، ويجب أن نتذكر دائمًا مراقبة تصرفاتنا وسلوكياتنا أمام الأطفال وأن نتجنب ردود الأفعال العنيفة عليهم، وأن نلبي احتياجاتهم النفسية والاجتماعية، ونعزز قيم الصدق والأمانة لديهم.

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى