
بقلم : بدر بن راضي الحربي
عضو البرلمان العربي للطفل
تعد *مبادرة السعودية الخضراء* واحدة من المبادرات الوطنية الرائدة التي تهدف إلى تحقيق الاستدامة البيئية وتعزيز الوعي بأهمية الحفاظ على الموارد الطبيعية ومكافحة التغير المناخي. ومن أبرز الجوانب التي يمكن أن تسهم في نجاح هذه المبادرة هي *مشاركة أبناء المجتمع المحلي من الأطفال*، حيث إن إشراكهم في هذا النوع من الأنشطة يعزز لديهم قيم المسؤولية البيئية منذ الصغر ويؤسس لجيل واعٍ يهتم بكوكب الأرض ومستقبله.
*1. تعزيز الوعي البيئي لدى الأطفال*
إن مشاركة الأطفال في فعاليات يوم مبادرة السعودية الخضراء توفر لهم فرصة للتعلم العملي حول أهمية البيئة والمحافظة عليها. فمن خلال الأنشطة مثل زراعة الأشجار، تنظيف المناطق العامة، أو حضور ورش العمل، يكتسب الأطفال فهمًا أعمق لأهمية الحفاظ على الطبيعة وتأثيرها على حياتهم اليومية. هذا الوعي المبكر ينعكس عليهم مستقبلاً، إذ يصبحون أكثر التزامًا بالسلوكيات البيئية الصحيحة.
*2. غرس قيم المسؤولية والتعاون*
عندما يشارك الأطفال في مبادرات بيئية، فإنهم يتعلمون قيم المسؤولية تجاه البيئة المحيطة بهم، كما يتعلمون أهمية العمل الجماعي لتحقيق أهداف تخدم المجتمع ككل. هذا النوع من الأنشطة يعزز فيهم روح التعاون ويعرفهم على دورهم كأفراد في إحداث تغيير إيجابي.
*3. بناء علاقة إيجابية مع الطبيعة*
من خلال الأنشطة الميدانية مثل زراعة الأشجار أو إنشاء الحدائق الصغيرة، يطور الأطفال علاقة مباشرة مع الطبيعة. هذه العلاقة تساعدهم على تقدير جمال البيئة وأهميتها لحياتنا. على سبيل المثال، عندما يزرع طفل شجرة ويرى نموها مع مرور الوقت، فإنه يشعر بالفخر والإحساس بالإنجاز، مما يعزز ارتباطه بالطبيعة.
*4. إعداد جيل يساهم في تحقيق رؤية 2030*
تعد مبادرة السعودية الخضراء جزءًا من جهود المملكة لتحقيق *رؤية 2030*، التي تسعى إلى بناء مجتمع حيوي ومستدام. إشراك الأطفال في هذه المبادرة يعني إعداد جيل واعٍ ومسؤول يكون قادرًا على قيادة المرحلة القادمة من التنمية المستدامة في المملكة.
*5. نشر ثقافة الاستدامة في المجتمع*
عندما يشارك الأطفال في هذه المبادرات، فإنهم ينقلون ما تعلموه إلى عائلاتهم والمدارس والمجتمع المحيط بهم. بهذا، يصبح الأطفال سفراء لنشر ثقافة الاستدامة وحماية البيئة، مما يساهم في تعزيز الوعي البيئي على نطاق أوسع.
إن إشراك أبناء المجتمع المحلي من الأطفال في يوم مبادرة السعودية الخضراء هو خطوة استراتيجية نحو بناء مستقبل أكثر استدامة. هذه المشاركة لا تقتصر على تعزيز وعي الأطفال فقط، بل تسهم أيضًا في تحقيق أهداف المبادرة على المدى الطويل. الأطفال هم قادة المستقبل، وتربيتهم على حب البيئة والاهتمام بها سيضمن لنا مجتمعات أكثر وعيًا واستدامة للأجيال القادمة.