مقالات مجد الوطن

حين تبوح الستائر ،،

 

فاطمه بكري

جازان _ العارضة

 

في ذلك الصباح، كان الشباك مفتوحًا، والهواء يتسلّل بخفة، يداعب الستائر البيضاء كأنّه يكتب على أطرافها قصة لا تُحكى إلا بالصمت. لكن ما لم أقله حينها، أن كل هذا الجمال لم يكن ليكتمل لولا تلك العيون…

 

نعم، كانت هناك عيون تراقب المشهد بصمتٍ عميق، عيون لم تتكلّم، لكنها قالت كل شيء.

 

كانت تنظر إلى الستارة وهي تتمايل، وكأنها تراها للمرة الأولى. لم تكن مجرد نظرة عابرة، بل نظرة تحمل دهشة الطفولة، وحنين البالغين، وهدوء الحكماء.

فيها عمق البحر حين يسكن، واتساع السماء حين تبتسم، وطمأنينة الغيم حين يعبر دون أن يترك أثرًا سوى ظلّ ناعم.

 

في تلك العيون، وجدتُ مرآة للروح… لم تكن تبحث عن شيء، لكنها كانت ترى كل شيء.

 

رأيتُ فيها انعكاس الصباح، ونور الشباك، ولمعة الضوء وهو ينساب على الخدود، رأيتُ فيها سؤالًا لا يُقال:

 

هل تُدرك كم أنّ الجمال أحيانًا يُمكن أن يُختصر في لحظة صادقة… أو في نظرة دافئة؟”

 

 

 

لم أكن بحاجة لأن أتكلم. فقط نظرتُ في تلك العيون، وابتسمت.

 

وفي تلك اللحظة، فهمتُ كل شيء.

أن الطمأنينة لا تُكتب، ولا تُشرح، ولا تُفتّش عنها في كتب الحياة…

الطمأنينة تسكن في العيون التي تفهمك دون أن تنطق، وفي النوافذ التي تفتح لك نورها دون شروط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
RocketplayRocketplay casinoCasibom GirişJojobet GirişCasibom Giriş GüncelCasibom Giriş AdresiCandySpinzDafabet AppJeetwinRedbet SverigeViggoslotsCrazyBuzzer casinoCasibomJettbetKmsauto DownloadKmspico ActivatorSweet BonanzaCrazy TimeCrazy Time AppPlinko AppSugar rush