أتيتُ أحملُ روحي والأسى فيها
إلى ديارِك علّي أن أواسيها
يامن رحلت عن الدنيا وزينتها
مازالَ ذكركَ حيّا في لياليها
أتيتُ يا صاحباً بالأمس اعرفه
إلى ديارك رغم البعدِ اطويها
فما وجدتُ سوى الأفواج قادمةً
إلى العزاءِ ومن أقصى نواحيها
أتيتُ احملُ بعض الحب من قدمٍ
كذا الأخوة في أسمى معانيها
فالدّارُ حالكةٌ من بعد فقدكموا
وإن بدا نورُها من بطنِ واديها
يابنَ العكور أرى في الموت مرزأةً
وإن غدا موتكم بشرى لآتيها
أتيتُ يا صاحبي والدمعُ يخنقني
وقد رجعتُ أهني من همو فيها
على ختامك كان الكون مبتهجاً
في يومِ جمعة لا يومٌ يساويها
إني عرفتُكَ ذا دينٍ وَذَا خلقٍ
والبسمةُ الغراء للإخوان تهديها
أبها بها عطركم مازالَ يسكنها
تضًّوعَ العطرُ في أقصى أعاليها
بكتك أبها كذا جازانُ باكية
مازالَ ذكرك في مرآةِ ماضيها
ياربُ فارحم أخاً في القلبِ منزله
في جنةِ الخلدِ كم طاب اللقا فيها
واجعله يارب في الجنات متكئا ً
يمشي ويمرحُ في أغلى مراعيها
شعر الأستاذ مكي علي حداد
ابو عريش