أخبار محلية

*‏رواد منتدى ديوانية آل رفيق الثقافية في زيارة إلى محافظة وادي الفرع ومسجد الامير سلطان بن سلمان*

 

المدينة المنورة — ماهر عبدالوهاب

‏زار يوم أمس السبت الموافق ١٤٤٢/٥/١١هجرية عدد من أعضاء رواد ديوانية آل رفيق الثقافية محافظة وادي الفرع وكان في استقبالهم الشيخ عبداللطيف بن مريبد بن هنود بن ربيق الحربي وعدد من المشايخ وابناء المنطقة
ووادي الفرع محافظة تابعة لامارة منطقة المدينة المنورة، حينما قام الشيخ مريبد بن هنود بن ربيق وإخوانه مقحم وبدر بمبايعة المغفور له الملك عبدالعزيز بن عبد الرحمن آل سعود طيب الله ثراه
وأصبحت تنعم كباقي مدن ومحافظات المملكة بالخير والأمن والرخاء
وهذه نبذة تاريخيه عن محافظة وادي الفرع
قال الحموي في معجم البلدان: الفرع ﷼بالضم وسكون ثانية) قرية من نواحي المدينة عن يسار السقيا بينها وبين المدينة ثمانية برد عن طريق مكة، وقيل أربع ليالٍ
بها منبر ونخل ومياه كثيرة، وهي قرية غناء كبيرة وبين الفرع والمريسيع ساعة من نهار
وهي كالكورة وفيها عدة قرى ومنابر ومساجد لرسول الله ‏صلى الله عليه وسلم
قال ابن الفقيه : فأما أعراض المدينة فأضخمها الفُرُع وبه منزل الوالي وبه مسجد النبي صلى الله عليه وسلم
قال البكري في المعجم : الفرع بضم أوله وثانيه وبالعين المهملة حجازي من أعمال المدينة الواسعة والصفراء وأعمالها من الفرع ومضافة إليها
وروى مالك بن نافع أن ابن عمر رضي الله عنهما أحرم من الفرع. وقال أيضا : الفُرُع من أشرف ولايات المدينة وذلك أن فيه مساجد لرسول الله صلى الله عليه وسلم
نزلها مرارا وأقطع فيها لغفار وأسلم قطائع وصاحبها يجبي اثني عشر منبرا : منبر بالفُرُع ومنبر بمضيقها على أربع فراسخ منها يعرف بمضيق وادي الفرع ومنبر بالسويرقية وبساية وبرهاط وبعمق الزرع ْ وبالجحفة ْ وبالعرج وبالسقيا وبالأبواء ْ وبقديد ْ وبعسفان ْ وبستارة هذا كله من عمل الفرع
قال ابن الأصبغ : هي قرية غناء من قرى عيون جبل آره الكثيرة
ْ هي من المنازل المشتركة لقريش والأنصار ومزينة
وقيل : هو أضخم أعراض المدينة.وقال الجاسر : عمل واسع من أعمال المدينة لايزال معروفا بهذا الاسم ْ وفيه قرى كثيرة على أودية تنحدر من حرة بني سليم بين طريقي المدينة إلى مكة النجدية والتهامية
وادي الفرع لقبيلة بني عمرو من حرب
الطبيعة الجغرافية لوادي الفرع
قرى وادي الفرع
أبرز عيون وادي الفرع
زيارة الرسول لوادي الفرع عدل
في (وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى) ص 1026 من المجلد الثاني لمؤلفه نور الدين علي بن أحمد السمهودي
قال وهو يتحدث عن مساجد الفرع: روى ابن زبالة عن أبي بكر بن الحجاج وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل الأكمة من الفرع فقال في مسجدها الأعلى ونام فيه ثم راح فصلى الظهر في المسجد الأسفل من الأكمة ثم استقبل الفرع فبرّك فيها (أي دعا له بالبركة)
قلت: والأكمة من الفرع معروفة اليوم غرب قرية أبي ضباع ويطلقون عليها المصلى وهذا معروف لدى سكان الفرع (في أبي ضباع)
وهذا يعني أن هناك مسجدين صلى بهما النبي صلى الله عليه وسلم أحدهما على الأكمة من الفرع وهو الذي قال فيه واستراح وهو الأعلى ثم الأسفل الذي صلى فيه الظهر واستقبل القبلة ودعا بالبركة.
وكان عبد الله بن عمر ينزل المسجد الأعلى فيقيل فيه فيأتيه بعض نساء أسلم بالفراش فيقول: لا حتى أضع جنبي حيث وضع رسول الله جنبه وأن سالم بن عبد الله كان يفعل ذلك.
وروي أيضاً عن عبد الله بن مكرم الأسلمي عن مشائخه أن النبي نزل في موضع المسجد بالبرود في مضيق الفرع وصلى فيه.
ومسجد البرود في مضيق الفرع معروف اليوم في المضيق بأكمة في جبل وادي (الغَرَبْ) وهو أحد الأودية التي تسيل في وادي المضيق ويأتي سيله من الشمال إلى الجنوب ليصب في الوادي الكبير الذي يجعل خيفي القويبل بالمضيق يمنة ويسرة عن الوادي
وهذا هو لمسجد الثالث من مساجده عليه الصلاة والسلام بوادي الفرع
أما البرود فقد حرفت العامة اسمه إلى (البريد) تصغير البريد ولا يزالون يطلقون على المكان اسم (مسجد النبي صلى الله عليه وسلم).
ولا يعلم بوادي الفرع للنبي خلاف هذه المساجد الثلاثة في هذا الوقت
كما أنه لا يعرف متى نزل النبي عليه الصلاة والسلام الأكمة من الفرع هل هو في غزوة بحران التي خرج من أجلها بثلاثمائة من أصحابه لحرب بني سليم الذين علم النبي صلى الله عليه وسلم بتجمعهم لحربه في بداية السنة الثالثة من الهجرة
أم في مروره بهذا الوادي وهو يتابع أخبار قريش بعد غزوة أحد، حيث ذكر الواقدي أنه عليه الصلاة والسلام نزل الفرع مراراً
أما بحران وغزوته فهي مشهورة في كتب السيرة، وبحران معدن بن معادن الذهب القديمة حيث ذكرت كتب التاريخ وكتب التراث ذلك وقالت: بحران معدن بالحجاز في ناحية الفرع كما ذكر سابقاً.
أخبار الصحابة والتابعين بوادي الفرع عدل
ويؤكد المؤرخون بأن زراعة وادي الفرع ونخيله استهوت الكثير من الصحابة والتابعين على اختلاف العصور والأزمان.
فهذا عبد الله بن الزبير يؤكد بنفسه لوالدته أسماء بنت أبي بكر ٍ ذات النطاقين رضي الله عنهما عندما سألته قائلة : يابني أُعمُر الفرع ؟ فيجيبها قائلاً : نعم يا أمة
وقد عمرته واتخذت به أموالاً، وقد روى هذا الزبير عن رجاله، ويضيف الراوي بأن عبد الله بن الزبير قد عمل بالفرع (الفارعه والسنام) وهذه لاتعرف اليوم أو أنها سميت بغير اسمها مع مرور الأيام والسنين.
كما أن عروة بن الزبير هو الآخر ممن استهوته زراعة الفرع ونخيله فعمل عين (النهد وعين عسكر) وهذه الأخرى لاتعرف اليوم أو أنها قد اندثرت أو كذلك قد سميت بغير أسمائها.
وتابع حمزة بن عبد الله بن الزبير أباه في الاهتمام بتلك المنطقة فعمل هو الآخر (عين الربض وعين النجف) وهذه معروفة إلى اليوم ولو أن النجف يختلف الناس فيه في اندثاره وبقائه على اسمه، ويقول بعض أهل القرية : بأن عين النجف هي عين أبي ضباع.
قال الزبير : سألت سلمان بن عياش : لم سميت عين الربض ؟ فقال : منابت الأراك في الرمل تدعى الإرباض وسميت النجف لأنها في نجف الحرة.
وعارض منذر بن مصعب بن الزبير بعض أصحابه بمال له على عين (النهد) إلى مال لأخيه خالد بن مصعب بن الزبير بالجوانية فقيل في ذلك شعراً :
خليلي أبا عثمان ماكنت تاجراً *** أتأخذ أنضاحاً بنهر مفجّر ِ
أتجعل أنضاحاً قليلاً فضولها *** إلى النهد يوماً أو إلى عين عسكر ِ
وروى مالك عن نافع أن ابن عمر أحرم من الفرع وقال مالك : كان خروج عبد الله بن عمر إلى الفرع لحاجة ثم بدا له فأحرم منها.
قال الواقدي : مات عروة بن الزبير بن العوام بالفرع ودفن هناك، وعروة بن الزبير ولد سنة ثلاث وعشرين وتوفي سنة أربع وتسعين ودفن (بمجاح) إحدى نواحي الفرع على أشهر الروايات.
وأم العيال فيها عين هي صدقة فاطمة الزهراء أم الحسن والحسين
قال عرام : (بأن أم العيال صدقة فاطمة الزهراء رضي الله عنها وأنها عين عليها قرية هناك).
وأم العيال واحدة من قرى وادي الفرع تمتاز بعينها الثجاجة ونخيلها الباسقة منذ أقدم العصور.
وقال ابن حزم : هي عين لجعفر بن طلحة بن عبيدالله التيمي القرشي أنفق عليها مئتي ألف دينار وكانت تسقي أزيد من عشرين ألف نخلة.
وكان جعفر وسيماً وأصابه وباء غيّر لونه وفي إحدى مرات مجيئه إلى المدينة رآه الإمام مالك بن أنس إمام دار الهجرة فقال : هذا جعفر بن طلحة الذي عمر ماله وأخرب بدنه.
وروى أبو الفرج النهرواني : أن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين قد عمر ثلاث عيون بأعمال المدينة هي عين المضيق، وعين ذي مروة، وعين السقيا، وذلك عندما ذهب إلى اليمن ووفد على معن بن زائدة ورجع من عنده بأموال طائلة.
وعين المضيق بوادي الفرع باقية إلى اليوم باسمها وجريانها وعذوبة مائها.
‏وقد تشرف وفد من منتدى ديوانية آل رفيق الثقافية هذا اليوم حيث كانو في ضيافة الشيخ عبداللطيف بن مريبد
بعدزيارة مسجد الأمير سلطان بن سلمان في طريق الحرمين في منطقة وادي الفرع
حيث كان في إستقبالهم الشيخ عبداللطيف بن مريبد عضو المنطقة المدينة المنورة ومشايخ الوادي وابنائهم
وكان برفقتهم في زيارة جميع المواقع التاريخية في وادى الفرع
ثم تم التوجه لمتحف الحمنة وتم إستقبالهم من قبل صاحب التحف الأستاذ عائض المطيري ومشائخ مطير
ثم توجه الجميع إلى مجلس العشاء ‏الموعد لهذه المناسبة
وتم تسجيل كلمات من قبل الضيوف في سجل الزيارات كما قدم رئيس مجلس الديوانية آل رفيق الثقافية والمشرف العام على منتدى ديوانية آل رفيق الثقافية رجل الأعمال الأستاذ محموداحمدرفيق الدعوة لشيخ عبدالطيف مريبد ولمشائخ وابناءهم لزيارة الديوانية آل رفيق الثقافية
وفي الختام تم توديع أعضاء الوفد بكل حفاوة وتكريم، ‏ليتوجه الجميع إلى المدينة المنورة بعد زيارة تاريخية لهذه المنطقة الضاربة الجذور في أعماق تاريخ بلادنا المجيدة. كم سعدالحضور بجمال طباع وكرم وجود أهل محافظة وادى الفرع في مقدمتهم الشيخ عبداللطيف بن مريبد وبعض المشايخ وأبناءهم
بذلك الإستقبال الرائع لرواد منتدى ديوانية آل رفيق الثقافية وجميع الحاضرين لهذا اللقاء الذي تعطر برؤيتهم ومشايخهم الكرام برفقتكم، وقد كان لقاء ماتعا عبق بجودكم وبتلك الجولة التاريخية
وازدان بزيارة المتحف الجميل، ولا غرابة فقد ورثوها ذلك كابرا عن كابر أبا عن جد
وهي أصالة يحفظ لهم التاريخ بمداد من الذهب الخالص
وداموا رمزا للعطاء
للجميع

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى