مقالات مجد الوطن

مصيرنا واحد … وشعبنا واحد

 

غدا الثلاثاء الموافق 5 / 1 /2021 تنعقد قمة مجلس التعاون الخليجي الواحدة والأربعين في مدينة العلا التاريخية والاثرية الواقعة في غرب المملكة العربية السعودية وذلك بعد مرور حوالي أربعين عاما وسبعة أشهر على انعقاد القمة الخليجية الأولى في عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة أبوظبي.
ذكريات رائعة وجميلة تسكن قلوب وعقول مواطني ومواطنات دول الخليج وخاصة من أعمارهم الآن من الثلاثين عام وأكبر، فقد كنا نتغنى ونردد تلك الأغاني التي تم تأليفها خصيصا للتغني بهذا المجلس ويتم بثها كلما اقترب موعد انعقاد إحدى قمم هذا المجلس او حتى في اي مناسبة أخرى لها علاقة بهذا المجلس مثل الزيارات بين قادة دول المجلس او عمل عسكري وحربي تشترك فيه دول الخليج ( كتحرير الكويت ودعم البحرين أيام ما يسمى كذبا بالربيع العربي) إلخ، أقول كنا نتغنى بتلك الاغاني ونرددها فرحا وسعادة بهذا التعاون والتلاحم الخليجي والذي كان يعطينا كشعوب خليجية الأمل بعد الله بمستقبل باهر نكون فيه أكثر وحدة وتلاحم وأقوى سياسيا وعسكريا وماليا وصناعيا، ونكون فيه صفا وكيانا واحدا ضد الأخطار والاطماع التي تحيط بدول الخليج من كل حدب وصوب، انذاك كان الكبير يردد قبل الصغير

مصيرنا واحد وشعبنا واحد
الله اكبر يا خليج ضمنا
انا الخليجي انا الخليجي وافتخر اني خليجي
انا الخليجي انا الخليجي والخليج كله طريجي
تبارك خليجنا تبارك بعز وهنا.
هذه الأغنية التي قام بتأليفها في الثمانينات الشاعر عبداللطيف البناي ولحنها الملحن مرزوق المرزوق ( الكويتيان) وكأن الشاعر حينها يتحدث بلسان شعوب دول الخليج ويصف مشاعرهم واحلامهم وامالهم التي عقدوها على هذا المجلس وهذا الكيان.

لكن للأسف الشديد وقبل ان يكمل هذا المجلس عامه التاسع إلا وجاءت تلك الصدمة القوية والكارثة الكبيرة عندما قام العراق ( الذي كان حينها عضوا في لجان المجلس الغير سياسية مثل لجان الرياضة والاقتصاد إلخ ومرشحا ليكون عضوا كامل العضوية مستقبلا) بغزو الكويت وتهديد بعض دول المجلس بغزوها والإضرار بها، ويومها بدأت بعض الأصوات النشاز التي تأتي من الكراسي المتأخرة واشترطت انذاك حصولهم على إحدى الجزر المتنازع عليها أولا وقبل ان يتم اتخاذ اي قرار خاص بتحرير الكويت وهي الأصوات التي بدأت تخلخل كيان مجلس الخليج وتفتعل بعض الخلافات والمشاكل إلخ، ومن بعد عام 1996 تزايد افتعال تلك الخلافات والمشاكل واصبحت تكبر يوما بعد يوم ثم تحول الأمر إلى مكائد ومؤامرات ضد الدول الجارة في الخليج وضد أغلب الدول العربية ودعم للإرهاب والدمار لهذه الدول، لن أطيل بالحديث عنما حصل منذ العام 1996 فذلك الأمر يحتاج إلى كتب ومجلدات والكثير منا لديه فكرة ومعلومة ولو حتى بسيطة.
والآن ونحن نحتفل ببداية العقد الخامس لمجلس التعاون الخليجي يحدونا الأمل بأن يعود النظام القطري إلى رشده ويدرك ان مصيرنا واحد وشعبنا واحد وخليجنا واحد وان يد الله مع الجماعة والأبواب والقلوب لازالت مفتوحة وان الشعوب كلها اشتياق لتغني ( خليجنا واحد وشعبنا واحد) بنفس المشاعر والفرح والسرور بالماضي..

احمد بن إبراهيم الفقيه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى