مقالات مجد الوطن

اليوم الوطني.. وقفات مع رحلة التحول

خلف بن هوصان العتيبي*

الحديث عن الأوطان والاعتزاز بالوطن جزء لا يتجزأ من الهوية الوطنية وله شموخ يعلو ويسمو ويرتفع داخل النفس، وهذا الحس الوطني يتشرَّبه الإنسان منذ نعومة أظفاره وهو الذي يكمن في الحب والولاء والإخلاص العميق للوطن الذي لا ينتهي مع مرور الزمن.
ولأن هذا الحديث لا يكاد يتوقف، إلا أننا نترقب كل عام نجوم الذكرى التي تتلألأ في سماء المملكة بحلول الثالث والعشرين من سبتمبر لتعيد الى الأذهان هذا الحدث التاريخي العظيم وتلك الملاحم الكبرى التي سجلها التاريخ في صفحاته عن بطولات الملك عبد العزيز رحمه الله في توحيد هذا الكيان العظيم الذي حقق قفزات أذهلت العالم في مسيرة البناء والتنمية وليجدد من خلاله المواطنون لقادتنا ولوطننا معاني الوفاء والانتماء كواجب ديني ووطني.
ولأن هذه الذكرى هي رمز للإنسان السعودي في رحلته نحو المستقبل المرتكزة على إرث فكري وعملي يحمل بذور النماء، فحريٌّ بنا مع حلول هذه الذكرى أن نتوقف مع تفاصيل رحلة التحول التي أضفت زخماً من العناية والاهتمام العالمي ببلادنا التي تحظى بالتقدير والاحترام حيث استطاعت مواجهة التحديات الإقليمية والدولية بكل ثبات وثقة، وتمكّنت من السير بهذه البلاد نحو الرقي والتقدم، وتحقيق إصلاحات جذرية في جميع المجالات.. مستندة الى سياسة رشيدة تعتمد على الانفتاح والتواصل والتمسك بالمبادئ الثابتة بعيداً عن اللهاث وراء المصالح المؤقتة أو الانغلاق والانكفاء على الذات.
فبلادنا دأبت دوماً على التأكيد المستمر على ثبات مبادئها، وحرصها وسعيها لكل ما من شأنه تعزيز ثقافة السلام والتسامح والحوار.
واليوم وفي عهد التجديد والبناء نرى برامج التنمية وانطلاق خطوات التطوير تسابق الزمن لبناء اقتصاد وطني قوي يعتمد على تنويع مصادر الدخل.
وقد جاء اختيار هوية اليوم الوطني هذا العام تحت شعار (هي لنا دار)، بكل ما يحمله من تأثير بصري، ليستلهم ثقافة الأنسنة التي تنعكس بوضوح على المشاريع الكبرى التي انطلقت مدعومة برؤية المملكة التنموية كمشاريع نيوم والقدية والبحر الأحمر وبرنامج تطوير الدرعية والقمر الصناعي شاهين سات والمبادرة الخضراء ومترو الرياض والبرنامج الوطني للطاقة المتجددة حيث صُممت الهوية من هذه المشاريع ليكتمل ذلك كله بإضافة عنصر الانسان الذي له دوره الحيوي في تحقيق الرؤية.
ولعلنا نتوقف في هذا اليوم المجيد مع رحلة التحول الكبرى في بلادنا التي رسمت رؤية المملكة 2030 خارطتها التفصيلية، لنقف مع تلكم التفاصيل المذهلة التي شملت مختلف المسارات التنموية، منطلقةً من هذه الرؤية التي قامت على حزمة من المرتكزات الناضجة التي كانت أساساً لمحاورها الثلاثة: مجتمع حيوي ووطن طموح، واقتصاد مزدهر، والتي انطلقت منها جميع الأهداف الاستراتيجية.
وقد كان تطوير القطاع غير الربحي ودعم مساهمته في الناتج المحلي أحد المستهدفات التي وضعتها الرؤية التنموية والتي حرصت جمعية البر بجدة على الاسترشاد بها في جميع برامجها ونشاطاتها ومشاريعها المستلهمة من أهدافها الاستراتيجية.
ولا يسعني الا التقدم بخالص التهنئة لمقام خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين والأسرة المالكة والشعب السعودي النبيل، سائلاً الله أن يديم علينا وعلى بلادنا نعمة الأمن والاستقرار.

*نائب رئيس مجلس إدارة جمعية البر بجدة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى