مقالات مجد الوطن

 شاي أحمر

 

محمد الرياني

لا يعرفُ لماذا ارتعشتْ يدُه وهو يطلبُ منها أن تحضِّرَ له فنجانًا من الشاي، لاحظتْه بعنايةٍ وهيَ تسألُه هل بكَ شيء؟ أراكَ تنتفضُ وكأنَّ بكَ برْدٌ ، قال لها لا… لا وهو ينتفض، ليسَ بي برْدٌ ، أريدُ حالًا أن تأتيني بالشايِ الأحمر، أشارَ لها إلى الطاولةِ المنزويةِ في الركنِ الدافئ ، اتجهَ صوبَ الطاولةِ ليجلسَ ولاتزالُ يدُه ترتعش، لم تدمْ طويلًا في صنعِ الشاي ، أقبلتْ إليه والطبقُ الذي يحملُ كوبَ الشايَ يتراقصُ من رعشةِ يدِها ، لاحظَ أن يدَه ارتفعتْ حرارتُها بينما يدُها تهتز ، عكَسَ سؤالَها، لِمَ يدُكِ ترتعش؟ قالت لاعليكَ من يدي ، اشربْ فنجانَ الشايِ لعلكَ تدفأُ أكثر ، أردفتْ هل تريدُ المزيدَ من السُّكر؟ حرَّكَ رأسَه بثقة ، افعلي لو عندكِ المزيد ، ذهبتْ لتجلبَ السَّكرَ وهو يتأملُ رعشتَها، ياويحَ قلبي لقد نقلتُ العدوى لها، أعترِفُ أنَّ عينيَّ واسعتان وساحرتان ولكنهما لن تفعلا شيئًا بالآخرين ، عادتْ إليه وهي تبتسمُ وتُفرغُ بنفسِها ذراتِ السُّكرِ في الكوب، قالتْ له: هل تشعرُ بالحرارةِ تدبُّ في جسدِك؟ أجاب بنعم، قالت : لا أعرفُ ماذا أصابني؟ اقترَحَ عليها أن تفعلَ مثلَه وتشربَ كوبًا من الشايِ الأحمر ، صدَّقتْه وجلستْ على مقعدٍ لتصنعَ لها كوبًا، ذهبَ نحوَها بعينين شبهِ مغمضتين بينما هي تحتسي المشروبَ الساخنَ على مهل ، سكنتْ يدُها عن الرجفة، تركَها وقد امتلأتْ يدُه دفئًا، ظلَّ قلبُه ينبض، عاد ليسألَها عن حركةِ قلبِها بعد أن هدأت رجفةُ يدِها ولمْ يسأل ، قرأتْ ذلك في ملامحِه ودعتْه للجلوسِ أمامَها كي ينطقَ النبض .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى