مقالات مجد الوطن

شبيهُ الشمسِ *إلى المعلمين في يومهم

 

محمد الرياني

تُشرقُ كالشمسِ لتملأَ الساحاتِ بالحياة ، تأتي الظُلمةُ في غيابها وأنتَ تحلمُ بالطلابِ والدفاترِ والتصحيحِ وملامحهم ، تتشابهانِ- أنت والشمس- حدَّ التقاربِ ، هي تزيلُ النَّدى من على الأوراقِ الخضراء وأنتَ تزيلُ عن الملامحِ الكآبةَ والكدر، هي ترسمُ النظامَ اليوميَّ للحياة، وأنتُ ترسمُ للفتيانِ خطوطَ المستقبل، تُقبلُ العصافيرُ من كلِّ مكانٍ بحثًا عن شعاعٍ وظلالٍ ودفءٍ، ويُقبلُ محبو العلمِ عليكَ بحثًا عن جديدِ المعارفِ والعلوم، ترتفعُ وتيرُتها لتتوسطَ السماءَ فترتفعَ هِمَّتُكَ في وضحِ النهارِ كي تعلو هممُ الفتيان، تتشابهانِ أنتَ والشمسُ في البديعِ، صُنعُ اللهِ الذي خلقَها وخلقَكَ بإحكام، هي ترتفعُ حتى تبتعدَ بحرارتِها فترسلَها بقدر، وترتفعُ حرارةُ علمِكَ فترسله بقَدَرٍ حتى لاتُثقلَ رؤوسَ الصغار، هي عِلمٌ وعلَمٌ يراه كلُّ الكونِ في السماءِ ليتفكرَ أهلُ الألبابِ وأنتَ عِلمٌ وعَلمٌ على الأرضِ ليخلِّدكَ طلابُكَ في الحياةِ وفي الممات، يحتفي بكَ العالمُ أجمعون بكلِّ لغاتِهم كما يفرحون ببزوغِ الشمسِ وهي تحرِّكُهم لملءِ المساحاتِ طاقةً ونشاطًا، في كلِّ عامٍ يحتفلون بكَ وأنتَ الذي تحتفي بأبنائِك في حضورِكَ وغيابك، أنتَ والشمسُ وجهانِ لعملةٍ الحياةِ والجدِ والمثابرةِ وتحريكِ الرواكد ، أما الذين يحتفلون بكَ فهم الذين علَّمْتَهم بالأمسِ وحَقٌّ عليهم أن يُتوِّجوكَ بأسمى تيجانِ الوقار ، دمتَ للتعليمِ وللمدارسِ لترسلَ أشعتَكَ الدافئةَ في المحاضن؛ كالشمسِ التي تشرقُ كلَّ صباحٍ لتملأَ كلَّ الكونِ سعادةً ومحبة وبهاء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى