مقالات مجد الوطن

فنار و وهج ( وُدَّا )

 

كلمة “وُدّ” تشمل معان متعددة هي: الحب ،الود، التمني، التقرب، الرغبة في حدوث شيء ما، وتأتي باشتقاقات متعددة مابين الاسم والفعل والمصدر.
ذكرت كلمة “ود ” باشتقاقات مختلفة في القرآن الكريم في آيات عدة منها :

قال الله عز وجل: (وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا).
قال الله تعالى: (وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً).
قال الله جل وعلا: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَٰنُ وُدًّا).
قال الله تعالى: (يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ).
قال الله تعالى: (يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّىٰ بِهِمُ الْأَرْضُ).
قال الله سبحانه وتعالى: (وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ).
قال الله تعالى: (مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ).

والمودة ذكرت في العشرة بين الزوجين ولم تذكر المحبة حيث أن معنى المودة أكثر شمولا و اتساعا ويتضمن المحبة ومع الرحمة يشكلان ضمان الحياة السعيدة فبالود تقوم البيوت وتعمر.
مرادفات كلمة ود (بضم الواو) هي: إعْزَاز , إِخاء , تَوَلُّه , جَوًى , حُبّ , شَغَفٌ , صَبَابَة , صَدَاقَة , عَلاَقة , عِشْق , غَرَام , كَلَف , لَوْعَة , مَحَبَّة , مَعَزَّة , مَوَدَّة , هَوَىً , هُيَام , وَجْد”.
وكذلك كلمة ود (بكسر الواو ) تتضمن :عشق ، وجد، غرام ، حب .
وعكسها : بغض، ضغينة، عوف، مقت ، صد وغيرها.

فالود أساس كل العلاقات الطيبة ولا تخلو علاقة جميلة بين طرفين من ود وتودد .
وفي سورة مريم يقول تعالى (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَٰنُ وُدًّا) (96).
يخبر تعالى أنه يغرس لعباده المؤمنين الذين يعملون الصالحات ، وهي الأعمال التي ترضي الله – عز وجل – لاتباعها الشريعة المحمدية – يغرس لهم في قلوب عباده الصالحين مودة ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” إن الله إذا أحب عبدا دعا جبريل فقال : يا جبريل ، إني أحب فلانا فأحبه . قال : فيحبه جبريل ” . قال : ” ثم ينادي في أهل السماء : إن الله يحب فلانا ” . قال : ” فيحبه أهل السماء ، ثم يوضع له القبول في الأرض ).
فمن يحرص على إرضاء الخالق يساق له قلب المخلوق راغما..
فاطلب الرضا من رب السماوات والأرض فيشاع قبولك ومحبتك بين أهل الأرض.
رب ارزقنا حبك و اجعلنا ممن أحببتهم ورضيت عنهم.
ومحبة الله لك مرهونة باتباعك سنة نبيه ومحبته والاقتداء به ، تمعن في قوله تعالى (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) (آل عمران. 31).
إذا مااتبعت نبيك وملأت قلبك بمحبته بعد محبة الباري نلت رضا الله وحبه .

د.فاطمة عاشور

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى