مقالات مجد الوطن

جراحُ الرحيلِ :

مرثيّة في وفاة الأستاذة الفاضلة أفراح عمر رفاعي رحمها الله وغفر لها واسكنها فسيح جناته.
جراحُ الرحيلِ :
لكَ في الحنايا يا رحيلُ جراحُ
من بعد أنْ ماتت هنا أفراحُ
في كلِّ زاويةٍ نردّدُ آهةً
نشكو رحيلا والفؤادُ صياحُ
كم أظلمتْ من فقدِها أحلامُنا
والفقدُ إنْ بانَ الأسى ذبّاحُ !
دربٌ من الشجن الأليم مسيرُنا
لا أنسَ ذقْنا لا الشجونُ مِلاحُ
غيمٌ من الآلام تمطرُ حزنها
وعلى ظلالِ غيابِها كم ناحوا !
أفراحُ يا بنت الرفاعيَ رفعةً
من بعدكِ الدنيا لنا أتراحُ
قد كنتِ ينبوعَ السماحةِ والندى
والخيرُ في كفِّ المدى مفتاحُ
يا سيرةً في العمر نتبعُ ظلّها
فلأنتِ في دربِِ الدُّجَى مصباحُ
وسلوا المآثرَ إذ تفوحُ بخيرها
جازانُنا بحرٌ هنا وبطاحُ
شمسٌ تُعتّق مجلساً من عطفِها
بين النساءِ وفي الرُّبى سوّاحُ
أوّاهُ يا حزنا يقطّعُ قلبَنا
كمَداً على أفراحِ إذ كم صاحوا !
لكِ من صفاء القلبِ( أَمنُ سلامةٍ)
وعلى كفوفِ العلم حيثُ أباحوا
آهٍ أيا أفراحُ طيفُكِ لم يزلْ
يغْني الوجودَ بهاؤُهُ الصداحُ
جازان تبكي والقلوبُ حزينةٌ
والدارُ شهقةُ دمعةٍ وجراحُ
الناسُ كلُّ الناسِ في أرواحهم
جمرٌ ومن فرْطِ البكا ما ارتاحوا
كانت لنا خيرا ونورَ سعادةٍ
بلْ بلسمٌ تحتاجُهُ الأرواحُ
كانت حنانا في الزمانِ وطيبةً
والجودُ منها بالشذى فوّاحُ
تحنو وتلتحفُ العطاءَ وترتوي
منها القلوبُ وتحتفي الأفراحُ
نبضٌ من الإحساس نكسرُ صمتَهُ
حتى تئنَّ من النواحِ رياحُ
هذا رثائي قد تشظّى صبرُهُ
والمرءُ فيه سعادةٌ ونواحُ
نسعى ولا ندري نهايةَ عمرِنا
ويدُ المنايا أسهمٌ ورماحُ
أحلامُ من مروا أحاط بها الرّدى
فتهدمتْ أحلامُهم وانزاحوا
صبراً أبا طهَ فكلُّ فجيعةٍ
أجرٌ وكلُّ مُضرّةٍ أرباحُ
واعلمْ بأنّ الصبرَ كنزُ فضيلةٍ
وجمالَ روحٍ ترتقي وفلاحُ
آلَ الرفاعي ذا رثائيَ صابرا
ولآلِ صافي والرِّثا إصلاحُ
يا ربِّ فارحمْها ويمّنْ أمرها
واجعلها في الجنّاتِ إذْ ترتاحُ

شعر / أحمد علي عداوي.

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى