مقالات مجد الوطن

وسع نظرتك للحياة

 

إن نظرتنا للحياة و تفاعلنا مع الأحداث يختلف من شخص لآخر .

إن كل واحد منا له فلسفة ، أو رؤية معينة هي التي تحكم تصرفاته ،و تؤثر على تعامله مع الآخرين ، و أحيانا قد لا يكون مدركاً بأنه يحمل تلك النظرة المغروسة داخل عقله،و التي لا إراديا توجهه ،
و قد تكون هذه النظرة مكتسبة، و يمكن تغييرها إذا ساعدت الظروف ، و البيئة على تغييرها ، لتصبح النظرة أشمل ، و أوسع .

أيضاً تختلف نظرتنا للحياة حسب أنماط الشخصية ،و يمكن لكل منا أن يحمل أكثر من نمط ، لكن هناك نمطاً هو الأكثر حضوراً في شخصية كل شخص .

من النظرات المختلفة عن الحياة :

_ الحياة نزهة :
أصحاب هذه الحياة يعيشون في سعادة ،مهما كانت ظروفهم ، و في أي بيئة ، مجرد وجودهم في الحياة ،هو مصدر سعادة لهم ، يحبون التغيير المستمر أما أكثر ما يقلل سعادتهم فهم أصحاب العقد ،و النكديون الذين يحطيون بهم .

_ الحياة أكشن :
أصحاب هذه النظرة لديهم قاعدة ( قم بفعل الشيء و بسرعة ) ،يتخذون قرارات سريعة ، و لا يهمهم أن يفعلوا الشيء الصحيح و المدروس ، يظلوا في حركة دائمة ،يتميزون بكثرة الإنجاز ، لكن أخطاؤهم كثيرة ،أيضاً يتميزون بالمبادرة يجدون سعادتهم في العمل،في العمل و الحياة الاجتماعية ،أما الهدوء فهو كابوسهم المرعب.

_ الحياة معركة :
يعتبر هؤلاء أن الحياة هي حالة من الصراع الإجتماعي الدائم، عقلهم يعمل على قاعدة (إن لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب)، يسيطر عليهم هاجس (الصراع من أجل البقاء) قد يكون أصحاب هذه النظرة عدوانيون، لأنهم يعتبرون أن على الآخرين أن يخسروا حتى يربحوا ،
و يؤمنون دائما بأن من حولهم يتآمر ضدهم، يتحدثون دائماً عن ظلم وكيد من هم حولهم، علاقاتهم الإجتماعية تتصف بالشك، وبكثرة التشكي،أكثر ما يسعدهم هو حصولهم على امتيازات ، لا يحصل عليها الآخرون، أو فشل منافسيهم حتى فيما يتعلق بحياة أولئك الشخصية

_ الحياة هي أنا :
أصحاب هذه النظرة يتمحور كل تفكيرهم على ذواتهم وعلى مصالحهم الشخصية، يحرصون على امتلاك أفضل الأشياء ولا يشاركونها ، غالباً مع الآخرين، لا يعني هذا أنهم انطوائيون بالضرورة، لكن علاقاتهم الإجتماعية ،تعتمد على ما يستفيدونه من الآخرين، ويصعب عليهم على الأغلب تكوين علاقات ناجحة طويلة الأمد ، أكثر ما يسعد هؤلاء هو تحقيق نجاحات ومكاسب شخصية.

_ الحياة تمرد :
هؤلاء يثورون على كل شيء، ويعتبرون الإختلاف عن السائد هو الذي يعطي معنى لحياتهم، يغير هؤلاء أفكارهم وقناعاتهم بشكل دوري، لأنهم أيضاً يحبون أن يثوروا على أنفسهم! علاقاتهم الإجتماعية أيضاً تتصف بالتغير المستمر، ويعتمد قبولهم أو رفضهم للآخرين على مدى توافقهم مع أفكارهم الجديدة، وأكثر ما يجعلهم بائسين هو اضطرارهم لمجاراة الآخرين ، والتأقلم مع تقاليدهم.

_ الحياة مسطرة :
ينظر هؤلاء للحياة على أنها منظومة من المعايير التي تحكم كل شيء، يهتمون بالـ (جودة) و(الكيف) و (التفاصيل) إلى أبعد الحدود، يهتمون بالكمال إلى درجة قد تصل إلى الوسوسة، يعمل هؤلاء كثيراً لكنهم لا ينجزون الكثير، في كثير من الأحيان يكونون من أصحاب الـ (ذوق الرفيع)، علاقاتهم الإجتماعيةتحكمها قوانينهم ،ومعاييرهم ،
التي يحرصون على تنفيذها بدقة، ويتوقعون نفس الشيء من الآخرين، وهذا ما يجعل علاقاتهم محدودة على الأغلب.أكثر ما يسعدهم هي الأماكن المرتبة والتعامل مع الأشخاص المهذبين والبيئة الخالية من الأخطاء .

_ الحياة استرخاء :
يميل أصحاب هذه النظرة إلى الكسل والسلبية، ينتظرون الحظ ليقف إلى جانبهم ويمنحهم ما يحتاجونه، هم أشبه بضيوف على الحياة حيث يعتمدون اعتماداً كبيراً على الأفراد المحيطين بهم ،ليمنحونهم الفرص والسعادة والتوجيهات و… كل شيء! علاقاتهم الإجتماعية تفتقر إلى المبادرة، فهم يعتمدون بشكل أكبر على العلاقات المسبقة التي لم يكن لهم يد في نشوءها ، و مصدر سعادة هؤلاء هو عطايا الآخرين أما مصدر تعاستهم فهي الحياة القاسية التي تحتاج إلى صراع من أجل البقاء.

_ الحياة معرفة :
أصحاب هذه النظرة مهووسون بالمعرفة، يعتبرون الحياة رحلة تعلم، مبدؤهم هو مبدأ ديكارت “أنا أفكر إذاً أنا موجود”، أصحاب هذه النظرة نادري الوجود ومنهم يخرج العلماء والمفكرون، لا يهتمون كثيراً بالملذات المادية، ويبحثون في علاقاتهم الإجتماعية عن من يشاركهم إهتمامهم المعرفي ، و مصدر سعادة هؤلاء هو اكتشاف معلومات وأفكار جديدة بشكل دائم.

و في النهاية ما هو النمط الذي ينطبق عليك أكثر وهل أنت سعيد به ؟

الكاتبة : ندى فنري
مدربة / مستشارة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى