مقالات مجد الوطن

الرضا

 

الحياة لا تسير على وتيرة واحدة، بل تعتريها بعض الصعاب و الهموم التي تعكر صفو الحياة،

و تجعل الإنسان يعيش مهموماً لفترة .

 

وعدم الرضا عن الحياة من العوامل المؤثرة فى الشخصية والسلوك ، والتى تنتج الشخصية القلقة ،التى لا تشعر بالراحة ولا تجد للحياة معنى .

 

الشخصية القلقة هى تلك الشخصية التى لا تستطيع أن تحقق إنجازا أو إبداعا .

 

والرضا عن الحياة يشير إلى معرفة الفرد لذاته وأسلوب حياته ، وتوافقه مع ربه وذاته وأسرته ومجتمعه وتقبله للمحيطين به وإحساسه بالسعادة والتفاؤل إزاء المستقبل .

 

و قد يتأثر عطاء الفرد وإنتاجه ورضاه عن حياته

سلبا أو إيجابا بتقديره لذاته .

 

و إن عدم الرضا عن الحياة هو ناتج عن مجموعة من الأسباب منها:

عجز الفرد فى الوقت الحاضر ، مما يعطيه شعورا بعدم الرضا عن حياته و كذلك الأمانى التى لا تتناسب مع حجم إمکانياته ، فيشعره ذلك بالعجز الذى يولد لديه مشاعر الخيبة واليأس والإحباط .

 

وجهل الإنسان نفسه وعدم معرفته بقدراته يجعله يقيم ذاته تقييما خاطئا… فإما أن يعطيها أکثر مما تستحق فيثقل کاهلها …

وإما أن يزدرى ذاته ويقلل من قيمتها فيسقط نفسه.

 

فبقدر ازدياد المشاعر السلبية تجاه الذات ،بقدر ما تنحط ثقة الفرد بنفسه.

 

وبقدر ازدياد المشاعر الإيجابية تجاهها، بقدر ازدياد الثقة بالنفس .

 

البعض لا يقدرون إمكاناتهم وقدراتهم التقدير الصحيح لها ،فيرونها أقل ومن ثم ينعکس ذلك على سلوکهم الذى يکون له تأثير کبير فى تدمير الإيجابيات التى يمتلكونها.

 

والبعض الآخر يقدرونها حق قدرها ومن ثم ينعکس على سلوکهم فيتصرفون أفضل مع غيرهم ويزيد عطائهم وإنتاجهم وتتکون لديهم شخصية قوية متميزة راضية عن حياتها .

 

تتكون الذات من ثلاثة أبعاد و هي :

 

الذات الواقعية التي يرى الإنسان نفسه أو الذات التي يعتقد أنه عليها في الواقع و تتأثر بالذات الجسمية للشخص

و مظهره الشخصي

و قدراته ، و قيمه

و معتقداته و مستويات طموحه .

 

الذات المثالية :

و هي الصورة التي يود الشخص أن يكون عليها وكلما اقترب الفرد من ذاته المثالية زاد تقديره لذاته ،و يعد عدم التطابق بين الذات المثالية

و الذات الواقعية دليلاً على عدم التوافق .

 

الذات الاجتماعية :

و هي الصورة التي يعتقد الشخص أن الآخرين يرونها فيه و تتمثل في مدركات الفرد و تصوراته التي تحدد الصورة التي يعتقد أن الآخرين في المجتمع يتصورونها عنه.

 

الذى يرضى عن نفسه ويتقبلها ، ويکون لديه تقدير جيد للذات نجد أنه يسعى دائما لتحقيق ذاته بالکفاح والتفوق وتکون لديه الفرصة للعمل والمثابرة وتحقيق التفوق.

 

إن الفرد الذى يضع لنفسه أهدافا ومستويات من الطموح فى ضوء التقدير الواقعى لقدراته وإمکاناته يلقى النجاح ،وهذا بدوره يؤدى إلى زيادة نشاطه فى العمل والإنجاز .

 

وهکذا نجد أن تقدير الذات له أهميته البالغة فى تنشيط الفرد للعمل والتفوق .

 

وقد أشارت دراسات عديدة إلى أن الأشخاص الذين تقل لديهم الفجوة بين صورة الذات المثالية والذات الواقعية يکونون أکثر رضا عن الحياة .

 

وأن الشخص يمکنه تحقيق الرضا عن طريق حل الصراعات الداخلية التى يعانى منها وبتحقيق قدر من التکامل فى الشخصية والتوازن بين الواجبات والحقوق .

 

تقييم الفرد لنفسه تقييما موضوعيا ومعرفة جوانب القوة والقصور يعکس مقدرة الفرد على فهم نفسه بشکل موضوعى وواقعى ومدى تقديره لمبدأ الفروق الفردية ومجمله أن الناس فيما بينهم لا يمتلکون أو يتمتعون بنفس المقادير المتساوية من حيث القدرات الجسمانية والعقلية والمعرفية والانفعالية والاجتماعية والتعليمية ….

 

أي أن فهم الفرد لذاته وتقديره لها يجعله يضبط نفسه وحياته بطريقة تجعله يواجه الصعوبات التى يمر بها فى حياته.

 

الإنسان لا يستطيع أن يغير من أحداث العالم والبيئة المحيطة به ، فهو يستطيع بالطبع أن يغير من نفسه ومن نظرته إلى الحياة ومن موقفه من متاعبها وضغوطها ، وأن يشعر بالسعادة مع نفسه ومع الآخرين ويقبل مبدأ الفروق الفردية بروح إيجابية والعيش فى سلام والإقبال على الحياة ، والتمتع بها والتخطيط لمستقبله بثقة وأمل ويعمل بحيث يتناغم فى وحدة واحدة مع أفراد المجتمع ومشکلاته.

 

والإنسان الإيجابى المتمتع بصحة نفسية يصبر عند البلاء ويشکر فى الرخاء ويرضى بالقضاء .

 

إنما السعادة في الرضا

و القناعة وراحة البال

كن كما أنت و ارضى بها

 

الكاتبة : ندى فنري

مدربة / مستشارة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى