مقالات مجد الوطن

(مُكافأة نهاية الخدمة) الجزء (١٠) قصة قصيرة

الكاتبة/ أحلام أحمد بكري
مدينة/جازان
……..
الغيرة الصحيّة أن تُنافس الطرف الآخر وتتفوق عليه
لا أن تحاربه..!
.
طرقتُ باب الفصل وفتحتهُ مُلقيّة على أبنائي الصغار السلام ، تفاجأت بوجود حلقة كبيرة من الطلاب بمقدمة الفصل تحت السبورة وفي أيديهم لعبة الورق وبالعاميّة الدارجة -الباصرة- وأمامهم بعض من الورق الذي تم به اللعب..
سألتُ بتعجب : ماذا تفعلون..؟!
هل كانت لديكم حصة فارغة قبل ذلك..؟!
وقف زياد وعلى ملامحه التذلل والاستعطاف قائلاً : أستاذة دعينا نُكمل اللعبة ، ثم نبدأ الدرس..
قلتُ له بحزم : زياد لم تجبني على سؤالي..؟!
قال لي وهو يعبث بيديه في الورق : لم تكن الحصة السابقة فارغة ، بل انهت المعلمة الدرس بسرعة وتركتنا نلعب..
قلتُ له: من أحضر هذه اللعبة..؟
قال : هي لعبة أحضرها محمد وأردنا اللعب بها ونريد أن نكملها..
قفز عبدالله من مكانه قائلاً بحماس: أستاذة محمد يعلمنا اللعبة ، هل تلعبي معنا..؟
ضحكتُ بصوت عالي وقلتُ لهُ: إنني خبيرة بهذه اللعبة ، ألعبها منذُ صُغري ..
قال صاحب اللعبة محمد مبتهجاً : علمينا يا أستاذة طريقة لعبها..
.
قلت لهم : إذاً ازيحوا لي مكان بينكم لأجلس معكم ..
.
جلستُ معهم على الأرض وتركتُ إلقاء الدرس الأساسي لأشرح لعبة الورق ، قلتُ لهم : الباصرة اسم لعبة لها أنظمة وقوانين محددة ، يتم أولاً اختيار أحد اللاعبين لتوزيع الأوراق ثم يقوم بتوزيع أربعة أوراق لكل لاعب من اللاعبين ، بعد ذلك يقوم الموزع بوضع أربع ورقات مكشوفة على أرض اللعب ، يبدأ اللعب من الشخص الذي وزعت له الأوراق أولاً ، ويجب على اللاعب اللعب بورقة واحدة ، عندما يأتي دور اللعب للاعب فإنه يبحث أولًا في الأوراق التي معه في مجموعته على ورقة تكسب الأوراق التي على الأرض ، أوراق عليها نفس رقم ورقة على الأرض فإنه يأخذها معها ويكسبها في خانة الرصيد
وإليكم هذه الملاحظة: إذا لم يجد ورقة رقمها أو حرفها نفس الذي على الأرض فإنه ينزل أحد أوراقهُ على الأرض دون كسبها مع الرصيد.
.
قاطعني إياد بأسى و ملامح الزعل قائلاً : أستاذة لم أفهم..!
قلت له وأنا أُربّت على كتفهُ ، ستفهم إذا بدأنا اللعب ، دعني أُكمل شرح اللعبة..
قال وهو يهز رأسهُ : حسناً .
قلت لهم : عند نفاذ الورق من أحد اللاعبين يخرج من اللعبة ويكمل باقي اللاعبين اللعب ، إذا نفذ الورق من جميع اللاعبين تنتهى اللعبة ويبدأ اللاعبون في عدّ رصيدهم من الأوراق لمعرفة الفائز الذي حصل على أكبر عدد من الأوراق..
تململ الأطفال وقالوا : أستاذة إنها صعبة جداً ..
قلت لهم ؛ بالممارسة وكثرة اللعب بإمكانكم تعلّم طريقة لعبها بسهولة ، هيا نبدأ اللعب..
ألتفتُ صوب محمد بقوة قائلة لهُ : محمد ، وزّع الورق..
قال بانفعال : حاضر يا أستاذة..
.
اندمجنا باللعب ، وكنتُ منهمكة في شرح الخطوات لهم والطلبة حولي يترقبون المشهد بكل هدوء ، حيث كانت المرة الوحيدة التي يهدأ بها الطلبة ويُنصتون بهذا الشكل المُهيب ، خُيّل لي لوهلة من الزمن كأنني ببطولة المملكة للعبة الورق ، الفرق الوحيد بيني وبين الثنائي (بدر وماجد أبو حيمد وسعود وحسين العنزي) أنهم يلعبون -البلوت- بالبطولة وكان مكسبهم من اللعب نصف مليون للثنائي الأول وربع مليون للثنائي الثاني ، وأنا مع صغاري ألعب -الباصرة- ولم أجني أي شيء من شرحي لطريقة اللعبة ، ولعبي معهم سوى..!؟
ولم يستوقفني ويعيدني لأرض الواقع سوى جرس الحصة الذي أفزعني ، كان وقعه على روحي كالذي صُفع بقوة بدون أن ينتبه لصفعة التنبيه..
قلتُ في نفسي : ياويلي ذهب الدرس أدراج الرياح وطارت الحصة بجناحيها..
…………
يُتبع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى