تحدث القرآن الكريم عن آداب تناول الطعام
يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَٰتِ مَا رَزَقْنَٰكُمْ وَٱشْكُرُواْ لِلَّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (البقرة)
و هذا يدل على أن المسلمين لم يكونوا متأخرين في موضوع الاتكيت في تناول الطعام .
و عند تناول الطعام و الشراب أسوتنا في ذلك هو رسول الله صلى الله عليه و سلم قال تعالى : ﴿ لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا﴾
لقد كان لكم -أيها المؤمنون- في أقوال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأفعاله وأحواله قدوة حسنة تتأسون بها، فالزموا سنته.
لم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم يتكئ أثناء تناول الطعام روى البخاري ” إني لا أكل متكئاً ”
كما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يشرب بيمينه و إن كان المشروب ماء كان يشرب على ثلاث دفعات ، مع أخذ نفس بين كل دفعة ماء و من الآداب التي حث عليها أن يكون ساقي القوم آخرهم شرباً .
من آداب تناول الطعام في الإسلام عدم الأكل في الطرقات و الشوارع و عدم الشرب واقفاً .
و من السنة التسمية في أول الطعام و حمد الله في آخره ليستشعر المرء قدرة الله سبحانه و تعالى أن رزقه هذا الطعام قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
: «إذا أَكَلَ أحدُكم فَلْيَأْكُلْ بِيَمِينِه، وإذا شَرِب فَلْيَشْرَبْ بِيَمِينِه فإنَّ الشيطان يأكلُ بِشِمَالِه، ويَشْرَب بِشِمَالِه».
عند الجلوس حول مائدة الطعام يجب عدم إحداث ضجة أثناء الجلوس إلى المائدة .
– يجب أن يكون الجلوس في وضع مستقيم ودون تكلف.
-ينقل الطعام إلى الفم ولا يقرب الفم إلى الطبق أي يجب عدم الانحناء أثناء تناول الطعام.
– يجب عدم الارتكاز على المرفق على المائدة أثناء تناول الطعام وأن يبقى المرفق إلى جانب الجسم حتى لا يتضايق الشخص الجالس بالجوار.
– يجب عدم الإشارة بإحدى قطع الفضية أثناء الحديث على المائدة .
– يجب عدم إحداث صوت مرتفع أثناء تقطيع الطعام أو الغرف .
– تستعمل القطع الموضوعة في أقصى اليمين أو أقصى اليسار أولا ثم التي تليها إلى الداخل حسب ترتيبها على المائدة.
– تمسك السكين باليد اليمنى والشوكة باليد اليسرى ويقطع الطعام قطعا مناسبة ثم تغرز الشوكة في القطع أو يتم تقطيع الطعام كله أولا ثم تنقل الشوكة إلى اليد اليمنى ( مراعاة للآداب الإسلامية في الأكل ) وتبقى بها حتى يتم تناول الطعام بينما توضع السكين على الطبق من أعلى بالعرض .
– يجب عدم إحداث صوت أثناء المضغ وعدم فتح الفم وهو ممتلئ بالطعام كذلك يجب تقطيع الطعام قطعا مناسبة وتصغيرها لتناسب كل لقمة.
– يفضل عدم خلط أنواع مختلفة من الطعام بعضها مع بعض في كل الطبق وإن كان ولا بد فيمزج الجزء الذي ستحمله الشوكة أولا بأول .
– إذا احتاج الشخص إلى شئ لا يمكنه الوصول إليه فلا يقف أو ينحني لأخذه بل يطلب من أقرب شخص إلى هذا الشيء أن يمرره له من اليمين أو اليسار حتى يصل إلى الشخص الذي يطلبه .
– لا تملأ الشوكة أو الملعقة بأكثر مما يمكن وضعه في الفم دفعة واحدة .
– لا تحمل قطعة كبيرة من الطعام على الشوكة وتقضم منها على دفعات
– لتناول الحساء إن كان مقدم في طبق عميق تغمس الملعقة في اتجاه بعيد عن جهة الشخص ويشرب الحساء من جانب الملعقة وليس من مقدمتها أما إذا كان الحساء كثيفاً أو به خضراوات مقطعة أو ما شابه ذلك فيستعمل مقدمة الملعقة ويلاحظ عدم إحداث صوت أثناء تناول الحساء .
– إذا قدم الحساء في سلطانية فنشرب بنفس الطريقة على أن تترك الملعقة في الطبق المصاحب للسلطانية وليس في السلطانية نفسها .
– إذا قدم الحساء في فنجان فلا مانع من شرب مرة أو مرتين بالملعقة ثم يرفع الفنجان للشرب منه مباشرة ويمكن استعمال الملعقة مرة ثانية لالتقاط الخضراوات أو المكرونة المتبقية في الفنجان ثم يعاد الفنجان إلى الطبق المصاحب وتوضع الملعقة على الطبق ويلاحظ استعمال ملعقة مناسبة لحجم الفنجان .
– تغمس الملعقة في الطعام في اتجاه الجسم لتناول الأطعمة الرخوة مثل الخضر البوريه والكشك والخبيزة وغيرها ويؤخذ الطعام إلى الفم من مقدمة الملعقة وهذا ينطبق أيضا على الأرز والمكرونة في حالة استعمال الملعقة .
– إذا كان الخبز المقدم ساخنا فتقطع قطعة من الزبد وتوضع داخل الخبز ليسيح أما إذا كان باردا فتدهن كل قطعة أولا بأول بالزبد .
لقطع الخبز قطعا صغيرة تستعمل كلتا اليدين ومن الخطأ محاولة تقطيع الخبز بأطراف اليد اليسرى .
– في حالة عدم وجود سكين على المائدة يمكن استعمال قطعة من الخبز لسند الطعام إلى الشوكة .
– يمكن غمس الخبز في صلصة الطعام وذلك بتقطيع قطعة مناسبة من الخبز ثم غمرها في الصلصة ثم رفعها بعد ذلك بالشوكة ولا تغمس أكثر من قطعة خبز واحدة كل مرة .
– لفرد الزبد على الخبز تستعمل السكين الخاصة ، وفي حالة عدم وجودها تستعمل سكين الأكل وتسند قطعة الخبز المراد دهنها بالزبد إما على طبق الخبز أو على طبق الآكل ولكن لا تمسك في الهواء لدهنها ولا تترك على المفرش
– تستعمل الأصابع لتناول البسكويت والكيك و الفطائر على أن لا تكون مغطاة بنوع من الحلوى أو الكريمة كالفطائر المحشوة بالإكلير ووردات الجبن وما شابهها تؤكل بالشوكة.
إتيكيت تناول الشوربة :
يوجد نوعان من الشوربة
نوع بدون أي إضافات وهو الخفيف، والنوع الآخر غليظ القوام الذي يحتوي على الإضافات، وكلاهما يقدم إما في كوب به مقبض أو مقبضين أو طبق مسطح، فإذا كان الكوب هو المستخدم بعد ملئه بالكمية الملائمة يتم شرب الحساء مباشرة من الكوب، ويمكنك استكمال تناولها باستخدام الملعقة حسب رغبتك.
يقدم الحساء العادي أحياناً في طبق الحساء المسطح، وعندما توشك الكمية على الانتهاء عليك وضعه بميل قليلاً حتي لا تحدث الملعقة صوتا عند ملامستها لقاع الطبق، ولا يمكن شرب الحساء من الطبق مثل الكوب وإنما بالملعقة ويتم إمالته بإمساك طرف الطبق القريب منك، لكن في اتجاه بعيداً عنك حتي لا ينسكب الحساء عليكِ. وينبغي أن يقدم الكوب أو الطبق المسطح على طبق آخر وعند الانتهاء من شرب الحساء تترك الملعقة على هذا الطبق في حالة استخدام الكوب وعلى الطبق المسطح في حالة استخدامه .
إتيكيت الحديث حول مائدة الطعام
– لا تتحدث أبدا أثناء تواجد الأطعمة فى الفم لأن ذلك يتعارض مع غلق الفم أثناء المضغ طبعا , والأفضل أخذ قطمات صغيرة لسهولة المشاركة فى الحوار .
– عدم الاستئثار بالحديث فالكلام حول المائدة يعتمد على تجاذب أطراف الحديث .
– الحفاظ على نبرة صوت معتدلة وعدم احداث جلبة أثناء الحديث .
– وضع أدوات المائدة فوق الطبق أثناء الكلام وعدم تحريكها واستخدامها للاشارة أبدا .
– اذا كان تناول الطعام بين أفراد الأسرة الواحدة فيجب مراعاة عدم سرد الأحداث القاطمة وانما الحديث عن أحداث اليوم والاطمئنان على بعضهم البعض .
فالإتيكيت ليس كلام ولكنه نظام وطريقة تعامل مع كل شيءٍ
الكاتبة : ندى فنري
مدربة / مستشارة
