مقالات مجد الوطن

♧ صاحب السيجارة ♧

في ليلة صائفة ورطبة
كنت راجعة للمنزل بعد أن
أنهيتُ بعض المشاوير الخاصة بي ..
كالمعتاد …. مررت بالكثير من إشارات المرور
و في إحدها كنت انتظر كبقية السائقين ؛
ولأن فترة الانتظار مملة ورتيبه فكان لا بد من الأنشغال بشيء ما لتمضية رتابة الوقت وملله ..
الوقت ….
منتصف الليل ؛
لم تأتي في بالي وقتها أية فكرة لأستغلال الوقت
فقط أجول بأنظاري يمنة ويسرى ..
وانتظر ما تبقى منه
جاءت عيني على بعض الأمور الملفتة للسائقين خلف زجاج سيارتي ؛؛
كان لكل منهم حال مغاير عن الآخر
لا تشابه بينهم …. مشاغلهم شتى …
كنت اراقب وابتسم مما يفعلون
كان أحدهم .. يحرك يداه كثيراً في جميع الإتجاهات اراه يضحك مرة و يعبس أخرى اضنه يشرح شيئا ما في الهاتف
وآخر … رسمت الإبتسامة ملامح السعادة على وجهه
يخيل لي انه سمع كلام حانيٌ زود ضربات قلبه حتى تغيرت ملامحه فرحاً ،
فزادت أبتسامتي من احساس السعادة الخارج من عينه وشفاهه..
ورأيت رجلا عابس الوجه … كنت الحظ جبينه الذي كاد أن ينطوي عبوساً
الملامح اشبه بالمجرمين ..
فاقد لأعصابه من أمراً ما .. رأفت لحاله فلا شي يستدعي أن نشوه ملامح وجوهنا الجميله لآجله
ما اجمل الإبتسامة … فهي عطر الحياة..
زاد اعجابي بشخص مد يده من نافذة سيارته لشراء عقد من الياسمين والورد
قام بأهدائها لإمراءة كانت بجانبه
صنيع الرجل أدى إلى إبتسامة السيدة التي بجواره
وأضنها زوجته
كان بودي ان اشكره على امتداد السعاده الى قلبي من خلف الزجاج …
لكن !!
اكثر ما لفت انتباهي هو
ذلك السائق الذي لم يتعب من هز يده وهو يمسك بسيجارتة اللعينة ،
كل أهتمامه منصب فيها
.. واليها
اتستحق هذه الصغيرة كل هذا العناء ؟؟
في الصيف عادة تكون درجة الحرارة عاليه،
لا يمكن لأحد أن يحتمل البقاء من صعوبة الجو
ومع ذلك كانت نافذته مفتوحة طوااااال الوقت ؛
أوضحت لي
حركات الأصابع شدة إضطرابه
كانت مفرطة
يدخلها …و يعاود اخراجها من جديد ؛
انتابني الفضول اكثر !!
لم تكن نيتي استراق النظر ولا اختراق خصوصيته المطلقه
بالفعل شدني منظر يديه
لا اخفي عليكم !!
اشغلني تصرفه
من خلال تفكيري العميق بهذا الرجل الكئيب بأن لي ايضاً أن يده ناعمة . .ورقيقة ..
من الظاهر أن صاحبها
يعمل لحساب نفسه ،
فهؤلا الأشخاص تميزهم نوعمة الأطراف بعكس من يكدحون بأيديهم ؛
لاحظت من التكرار المتزايد لنفث الدخان كم هو عصبي وغير قادر على السيطرة
كم اتعسني منظره
ذلك البائس المسكين ..
خسارة اليد الناعمة ان تتعب للمس ذاك الشي
و القلب البريئ الذي خلق ليكون مصدر للحياة وكل ذلك الجمال الرباني ان يُحرق ويُذر في الهواء ؛
بالفعل أُصبت بالحسرة لآجله رأفت بحاله
فتحت الاشارة ابوابها
ومضى كلا لسبيله ،
لكن… رافق المسكين مخيلتي
كم الإنسان جاهل وضعيف
رغم ما يمتلك من نعم وكثير من الحظوظ
التي تجعله يحافظ على نفسه وكم هو مجرم في حق ذاته التي لا يعرف قيمتها
وكم هو غالي على اناس بانتظاره ليعود اليهم
سيدي المسكين يا صاحب السيجارة !!
لو كان لهذه الصغيره منفعه لما تركها صانعوها
فلتعلم يا عزيزي :
شبابك أمانة في عنقك لا تتلفه بلا فائدة ..
فكلنا محاسبون على النعم
كن انت خصيم نفسك
حاسبها قبل أن تحاسب

أميرة العسيف أم الأمر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى