مقالات مجد الوطن

وغادرت طفولتي

وغادرت طفولتي

طفلتي والحب والربيع

تعاهدوا أن يكبروا معاً

مع الفراش والزهور والطيور

وكل مايطير …

 

اقتسموا الألحان والنسيم

والضوء والأفراح والحليب

والفجر والغدير  …

 

رشيقتي الصغيرة

تلك التي كان تنام ياصديقي

تنام في عيوني

تنام كالأميرة

تحلم في عيوني

بقلبها الصغير  …

 

صغيرتي السمراء

كانت تحب الله والسماء

فكم دعوتُ الله أن أكون كالسماء

أمطر كالسماء

أطير كالعصفور

أسبح كالدلفين

أزحف مثل الماء هادئا

دون خرير …

 

لأجلها …

أهيم كالمجنون

ألعب كالصغار

أضيء كالنيون

أرقص كالبطريق

أدخل في سم الخياط

وأغزل الحرير  …

 

وفجأة ….

صغيرتي ياسيدي تنام

من دون أحضاني تنام

في حفرة دون كساء

في حفرة غطاؤها التراب

والبرد و الهجير

 

وينتهي الربيع …

ويرحل النيروز

ويبدأ الخريف

في قصة غريبة الأطوار

ويهدأ الحمام والهدير

وتُقفلُ الحجرة والدولاب

وتُحفظُ الألعاب والحذاء

وبسمة الشفاه والأهداب

في علبة لم تجمع الكثير

 

وينتهي الربيع …

كعشبة خضراءة تنام

تنام فوق كومة من التراب

تقتات من دمعي الغزير

دمعي الذي قد بلّل الطريق

وبلّل الغبار  و السرير

يشب كالمسجور

فيحرق المصير ….

……………………………

أبو حليم  …….

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى