مقالات مجد الوطن

قصة الرهان

 

الروح/ صفية باسودان

 

نقلت من تلك الشرفة الخشبية المنحوتة بأجمل النقوش ما بين رسوم وخطوط شتلة صغيرة لزهرة جميلة وردية. فارقت عالمها الصغير إلى العالم الخارجي الكبير والغريب عليها.. شق صدره وغرست في باطنه..

التف حولها جمعٌ غفير من الناس، وطفقت الأصوات تتعالى: “لماذا تفعل هذا؟!”

اختلطت الأفكار وتشعبت الأصداء.

اتفقت الآراء على تركها والرحيل.

فتحت بتلاتها الستة ونظرت إلى السماء.. ثم استنشقت الهواء مغمضة إياهم بلطف.

وكانت هناك على بعد أمتار منها حمامة مسكينة يطاردها غراب.. تاهت خطاها بين ضجيج الخوف والإعصار.. اختبأت بين الأشجار حتى أنصرف.

وبعد حين من الزمن جمعت قواها وخرجت من مخبئها وبحرقة بكت.

انتبهت الزنبقة بعد سماع نحيبها، وسألتها بألم:

ـ ما بكِ يا رائعة الحسن والشجن؟!

قصت عليها معاناتها مع الطائر الفاسق.

وفي أثناء حديثهما، فجأة أخذ جواد يشق طريقه..

يهرول بشوق ولهفة كي يعبر الحواجز ويصل لمكان محبوبته

ثم صرخت الحمامة في الحشد المهول من حيوان ونبات:

رباه.. ماذا يحدث؟

ما هذا العناء؟!

حمامة يعشقها غراب!

وجواد يهيم بصوت أتان!

يا للعجب يا للعجب!!

هل دار الزمن ليرضى بالأدنى أم تراه يروم إلى سلالة أفضل؟!

ردت زنبقة أورينبت أنستتازيا:

لا يلومني أحد لو حالت أشواكي عن مجرد الحلم بانتزاعي، ولا ضير اليوم فموت أشرف من أن أبقى تحت رحمة بشر أي بشر كان.

 

أثرت أن تنهي حياتها لتضع أشواكها حدا، فما عادت زهرة طيعة لتقطف.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى